المنصورة» بعد ما أظهرت نورها زاهرا، وصورتها بأحسن صورة، تعالى جلالك وتلألأ جمالك، وتجليت بها في سبحات الجبروت، وتحليتها بصفاتك في سترات الملكوت، فسبحان من تجلى لها فأشرقت وطالعها فتلألأت، وألقى في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله، فلا تزال تتقلب بين يدي الجلال والجمال، ولم تزل تتنزل من مبدأ الكمال إلى منتهى الكمال.
ولقد أجاد الشيخ [في قوله]:
هبطت إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع محجوبة عن كل مقلة عارف * وهي التي سفرت ولم تتبرقع (1) فكفلها [ال] عقل الأول، وزكاها بالعلم والعمل، واحتضنها في كلاءته، واختصها بكفالته، وربتها يد الرحمة، وغذتها ثدي العصمة، وأوحى إليها ما أوحى إليه، وآتاها ما أوتي من قربه لديه; فأشهد الله أنها حبيبة الحق وربيبة الرب، وأن محمدا ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أباها - مع النبوة وعظيم الزلفة - يفتخر بهذه الأبوة، ويباهي بأن هذه الثمرة من تلك الشجرة، كما أن الواحد من العشرة، وأن عليا بعلها علا اسمه بها، وهو يقول في وحدته معها:
وإن فاطمة سكني وعرسي * منوط لحمها بدمي ولحمي (2)