بطنها، وافتخروا بأمومتها، واستزادوا ملكا لا ينبغي لأحد.
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا (١) وهم سنام العالم، وصفوة الأمم، ومضاض (٢) بني آدم، ومفاتيح الظلم، وينابيع الحكم، وشآبيب الهمم، وأقلام الأقدار، وألواح الأسرار، ومقاليد العفو، وأعلام العلم، وأيمان الإيمان، وغرة العرب ولباب البشر.
وهم حجج الإله على البرايا * بهم وبجدهم لا يستراب (٣) الذين وجدهم لا ينسى، ورزؤهم لا يحصى، ومنهم في كل عين قذى، وفي الحلق شجى، وجرحهم لم يندمل، ومرارتهم لم تزل، وغصصهم تجري من الحناجر إلى الصدور إلى يوم ينفخ في الصور، وإني ﴿أشكوا بثي وحزني إلى الله﴾ (٤) مما جرى عليهم من أعاديهم، ومن خطل آرائهم، وزلل أهوائهم، وما كسبت أيديهم (فبئس ماقدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وهم في العذاب خالدون) (٥)، ويكفيهم ما قال الله فيهم: ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ (6).
ودارهم هجر وحبهم قلى * ووصلهم صرم وسلمهم حرب وبعد:
يا خيرة الإخوان، وصفوة الخلان; إن أعظم الوسائل وأقوم الدلائل،