زماننا الذين ينتمون [في] أنسابهم إلى فاطمة الزهراء من بني الحسن وبني الحسين (عليهما السلام) صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم بأي نحو تستطيعون وتمكنون، ولو بدرهم أو بشاشة وجه أو تسليمة واحدة حرمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومسرة لفاطمة (عليها السلام)، فمن رغب إليهم هدي ومن رغب عنهم هوى، فعليك بحفظ مقاماتهم وأداء حقوقهم، فنعم الزاد ليوم المعاد محبة النبي وآله، فواعجبا من قوم أغنياء ينظرون إلى فقراء هذه الزمرة الجليلة والفرقة الكريمة النبيلة مع اشتغالهم بما فرض الله من حقوق الذين أكرمهم وعظمهم بها وهم لا يؤدون ما لهم ولا يقضون ما وجب عليهم; فمنهم حبس المطر ويبس العشب وهلكت الماشية ورفعت البركة من أعمار الناس وأرزاقهم وتنزل النقمة عليهم وهم في العذاب لخالدون، وهم بثناء الناس مفتونون، وبما أنعم الله عليهم مغرورون، وبستر الله مستدرجون «إنا لله وإنا إليه راجعون».
(٣٩)