سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ١ - الصفحة ٥٣١
وروى الطبراني وابن عساكر عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما -: قال: المشكاة:
جوف النبي صلى الله عليه وسلم. والزجاجة: قلبه. والمصباح: النور الذي في قلبه (توقد من شجرة مباركة) الشجرة: إبراهيم " زيتونة لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية. ثم قرأ: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين).
رواه ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان. وقال عبد الله بن رواحة - رضي الله تعالى عنه -:
لو لم تكن فيه آيات مبينة * لكان منظره ينبيك بالخبر قال القاضي: وسمي بالنور لوضوح أمره وبيان نبوته وتنوير قلوب المؤمنين والعارفين بما جاء به.
وهو من أسمائه تعالى ومعناه ذو النور أي خالقه، ومنور السماوات والأرض بالأنوار ومنور قلوب المؤمنين بالهداية. والنور في الأصل: كيفية قائمة بالنفس لمقابلة المضئ لذاته. وفسره الجوهري بالضياء وهو أشد منه. وقال: هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار. وهو ضربان: مدرك بعين البصيرة وهو ما انتشر من النور الإلهي كنور العقل والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ومدرك بعين البصر وهو ما كان منتشرا من الأجسام كالقمر والشمس ونحوهما. وقد ذكر الفرق بينه وبين الضوء فيما مر. وأما الفرق بينهما وبين الشعاع والبريق فهو كما شرح المواقف أنهما شئ يتلألأ على الأجسام المستنيرة حتى كأنه يفيض منها ويكاد يستر لونها بخلاف الضوء والنور فإن الأول كيفية قائمة بالجسم لذاته والثاني كيفية قائمة به لغيره كما مر. ثم هذا التلألؤ واللمعان إن كان ذاتيا للجسم كالحاصل للشمس فهو الشعاع أو غير ذاتي للجسم بل مستفادا من غيره كالحاصل للمرآة عند محاذاتها للشمس بالبريق، فعلم من ذلك أن الشعاع كالضوء ذاتي للجسم، وأن البريق كالنور ليس ذاتا بل مستفاد من غيره.
فإن قيل: فإن كان الضياء أشد من النور فلم شبه الله تعالى به في قوله تبارك وتعالى (الله نور السماوات الأرض) ولم يشبهه بالضياء؟
فالجواب: أنه لو شبهه به لم يضل أحد من العقلاء، وقد سبق في علمه تعالى أن منهم:
شقي وسعيد ألا ترى أن النهار لا يضل فيه أحد لضوء الشمس الحاصل به، وربما ضل الطريق السائر ليلا مع وجود القمر ومن هنا تؤخذ حكمة تسميته صلى الله عليه وسلم بالنور دون الضوء، وإنما مثله بنور المصباح ولم يمثله بنور الشمس مع أن نورها أتم وأكمل وغير محتاج إلى مدد بخلاف نور المصباح لأن المقصود كما قال الإمام الرازي: تمثيل النور في القلب. والقلب في الصدر والصدر في البدن كالمصباح وهو الضوء في الفتيلة وهي في الزجاجة، والزجاجة في الكوة
(٥٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد مقدمة التحقيق 1
2 مقدمة المؤلف 3
3 جماع أبواب بعض الفضائل و الآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا 68
4 الباب الثاني: في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وسلم 74
5 الباب الثالث: في تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم على نفخ الروح في آدم صلى الله وسلم 77
6 الباب الرابع: في تقدم أخذ الميثاق عليه، زاده الله تعالى شرفا وفضلا لديه 83
7 الباب الخامس: في كتاب اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش 85
8 الباب السادس: في أخذ الميثاق على النبيين، أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وينصره إذا بعث فيهم 90
9 الباب السابع: في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام له صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله 94
10 الباب الثامن: في بعض ما ورد في الكتب القديمة من ذكر فضائله صلى الله عليه وسلم 96
11 الباب التاسع: فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان 103
12 الباب العاشر: في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى الله عليه وسلم 130
13 الباب الحادي عشر: فيما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقرونة بصور الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم 135
14 جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف و مسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلا وشرفا الباب الأول: في بدء أمر الكعبة المشرفة 139
15 الباب الثاني: في عدد المرات التي بنيها البيت 146
16 الأولى: عمارة الملائكة 146
17 الثانية: عمارة آدم صلى الله عليه وسلم 146
18 الثالثة: عمارة أولاد آدم 148
19 الرابعة: عمارة سيدنا إبراهيم وإسماعيل 148
20 الخامسة والسادسة: عمارة العمالقة وجرهم 163
21 السابعة: عمارة قصي بن كلاب 164
22 الثامنة: عمارة قريش 164
23 التاسعة: عمارة عبد الله بن زبير 164
24 العاشرة: عمارة الحجاج 168
25 الباب الثالث: في أسماء البيت الشريف 169
26 الباب الرابع: في بعض فضائل دخول الكعبة والصلاة فيها 171
27 الباب الخامس: في فضل النظر إلى البيت الشريف 174
28 الباب السادس: في بعض فضائل الحجر الأسود والمقام 175
29 ذكر ما قيل في اسوداد الحجر بعد بياضه 176
30 شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق 177
31 ما جاء في تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر واستلامه له وسجوده عليه 178
32 ما جاء أن الحجر الأسود يمن الله تعالى في الأرض 178
33 الباب السابع: في فضائل زمزم 181
34 ذكر بعض خواص ماء زمزم 184
35 ذكر بعض أسماء زمزم 185
36 الباب الثامن: في تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم 187
37 الباب التاسع: في بعض أسماء البلد الشريف والحرم المنيف 194
38 الباب العاشر: في ذكر حرم مكة وسبب تحريمه 201
39 الباب الحادي عشر: في تعظيم مكة وحرمها، و تعظيم الذنب فيها 204
40 الباب الثاني عشر: في حج الملائكة وآدم والأنبياء 208
41 حج آدم (صلى الله عليه وسلم) 209
42 حج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق (صلى الله عليه وسلم) 209
43 حج موسى ويونس (صلى الله عليه وسلم) 210
44 حج الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) غير من سمى 211
45 حج بني إسرائيل وغيرهم 212
46 حج ذي القرنين رضى الله تعالى عليه 212
47 حج عيسى (صلى الله عليه وسلم) بعد نزوله وأصحاب الكهف 212
48 الباب الثالث عشر: في قصة إهلاك أصحاب الفيل 214
49 جماع أبواب نسبة الشريف (صلى الله عليه وسلم) الباب الأول: في فضل العرب وحبهم 229
50 الباب الثاني: في طهارة أصله وشرف مجده (صلى الله عليه وسلم) 235
51 الباب الثالث: في سرد أسماء آبائه إلى آدم (صلى الله عليه وسلم) 239
52 الباب الرابع: في شرح أسماء آبائه (صلى الله عليه وسلم) 244
53 الباب الخامس: في معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): " أنا ابن العواتك والفواطم " 323
54 جماع أبواب مولده الشريف (صلى الله عليه و سلم) الباب الأول: في سبب تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله 325
55 الباب الثاني: في حمل آمنة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) 326
56 الباب الثالث: في وفاة عبد الله بن عبد المطلب 331
57 الباب الرابع: في تاريخ مولده (صلى الله عليه وسلم) ومكانه 333
58 الباب الخامس: في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته (صلى الله عليه وسلم) 339
59 الباب السادس: في وضعه (صلى الله عليه وسلم) والنور الذي خرج معه 341
60 الباب السابع: في انفلاق البرمة حين وضعه (صلى الله عليه وسلم) تحتها 346
61 الباب الثامن: في ولادته (صلى الله عليه وسلم) مختونا مقطوع السرة 347
62 الباب التاسع: في مناغاته (صلى الله عليه وسلم) للقمر في مهده وكلامه فيه 349
63 الباب العاشر: في حزن إبليس وحجبه من السماوات 350
64 الباب الحادي عشر: في انبثاق دجله و إرتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران 353
65 الباب الثاني عشر: في فرح جده عبد المطلب به (صلى الله عليه وسلم) وتسميته له محمدا 360
66 الباب الثالث عشر: في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف 362
67 جماع أبواب رضاعه (صلى الله عليه وسلم) وزاده شرفا وفضلا الباب الأول: في مراضعه (صلى الله عليه وسلم) 375
68 الباب الثاني: في إخوته (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة 379
69 الباب الثالث: في إسلام السيدة حليمة وزوجها رضي الله تعالى عنهما 382
70 الباب الرابع: في سياق قصة الرضاع وما وقع فيها من الآيات 386
71 جماع أبواب أسمائه (صلى الله عليه وسلم) وكناه الباب الأول: في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية 400
72 الباب الثاني: في الكلام على قوله (صلى الله عليه وسلم): " لي خمسة أسماء " وطرقه 402
73 الباب الثالث: في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة (صلى الله عليه وسلم) 407
74 الباب الرابع: في كناه (صلى الله عليه وسلم) 536