للطلب بل هو استفعل بمعنى أفعل قال كعب الغنوي:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا * فلم يستجبه عند ذلك مجيب ومنه (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده) أي فتجيبون ويجوز أن يكون المستجيب بمعنى مستجاب، فعيل بمعنى مفعول، وسمي بذلك لأنه تجب علينا طاعته ويلزمنا إجابته إذا دعانا ولو في صلاتنا، ولا تبطل بإجابته كما سيأتي بيان ذلك في الخصائص.
" المستعيذ ": " ط " اسم فاعل من العوذ وهو الالتجاء إلى الله تعالى والاستجارة به والانجياز إليه والاستعانة به، قال تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله) (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) واستعاذته صلى الله عليه وسلم عند القراءة وفي كل وقت من الشيطان وهمزه ونفته ومن شر ما خلق وعند نزول المنازل في السفر معلوم جاءت به الأحاديث الصحيحة وذكر بعضهم أن الاستعاذة كانت واجبة عليه صلى الله عليه وسلم وحده ثم تأسينا به.
" المستغفر من غير مأثم ": قال تعالى: (فسبح بحمد ربك واستغفره) روى ابن السني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كنا نعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة يقولها قبل أن يقول شيئا " رب اغفر لي وتب علي إنك التواب الرحيم " ولهذا مزيد بيان في باب استغفاره.
" المستغني ": اسم فاعل من الاستقامة وستأتي وأصله مستقوم نقلت حركة الواو إلى ما قبلها ثم قلبت ياء، وهو الذي لا عوج فيه ينقصه، أو السالك الطريق المستقيم وهي طريق الحق فلا يحول عنها، وقد مر عن الحسن وأبي العالية أن الصراط المستقيم في قوله تعالى:
(اهدنا الصراط المستقيم) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى (فاستقم كما أمرت) أي استقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادة الحق غير عادل عنها، أي دوام على ذلك. قال الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى: الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها. وببلوغها حصول الخيرات ونظامها، وأول مدارجها: التقويم وهو تأديب النفس، ثم الاستقامة وهي تقرب الأسرار.
وقيل: الاستقامة الخروج من المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات والقيام بين يدي الحق على قدم الصدق.
" المسدد ": أخذه " ط " من قوله تعالى لشعيا صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن أبي حاتم عن وهب:
أسدده لكل جميل.
" المسرى به ": بضم الميم وسكون السين المهملة اسم مفعول من الإسراء كما سيأتي بيان ذلك في بابه.