التقوا انهزمت يهود خيبر. فعاذت اليهود بهذا الدعاء فقالوا: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا به، فأنزل الله عز وجل: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).
رواه الحاكم والبيهقي.
وعن سلمة بن سلامة بن وقش (1) بفتح الواو والقاف وإسكانها وبالشين المعجمة رضي الله تعالى عنه قال: كان بيننا يهودي فخرج على نادي قومه بني عبد الأشهل ذات غداة فذكر البعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان، فقال ذلك لأصحاب وثن لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت، وذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ويحك يا فلان! وهذا كائن أن الناس مبعوثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار ويجزون من أعمالهم؟ قال: نعم والذي يحلف به لوددت أن يكون حظي من تلك النار أن توقدوا أعظم تنور في داركم فتحموه ثم تقذفوني فيه ثم تطينوا علي وأن أنجو من تلك النار غدا. قالوا: فما علامة ذلك؟ قال: نبي يبعث من ناحية هذه البلاد. وأشار بيده نحو مكة واليمن. قالوا: فما الذي تراه. فرمى بطرفه إلي وأنا أحدث القوم فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه.
فما ذهب الليل والنهار حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه لحي بين أظهرنا، فآمنا به وصدقناه وكفر به بغيا وعنادا، فقلنا له: يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت وأخبرتنا به؟
قال: ليس به.
رواه ابن إسحاق، والبخاري في التاريخ وصححه الحاكم.
قوله: إن يستنفذ بكسر الفاء ودال مهملة أي يستكمل.
وروى عن محمد بن عدي (2) أنه سأل أباه كيف سماه في الجاهلية محمدا؟ فقال:
خرجت مع جماعة من بني تميم، فلما وردنا الشام نزلنا على غدير عليه شجر، فأشرف علينا