حملته المعروفة فتكاثروا عليه فناداهم إلى أين يا لئام فوالذي بعث ابن عمي بالحق بشيرا ونذيرا ما ارجع عنكم إن شاء الله تعالى حتى أفنكم عن اخركم بالسيف أو تقولوا بأجمعكم لا الله الا الله محمد رسول الله فلما سمعوا ذلك قالوا بأجمعهم نحن نشهد ان لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال لهم الامام لا أمان لكم حتى يكتف بعضكم بعضا فأجابوه وأوثقوا بعضهم كتافا ودخل أصحاب علي رضي الله عنه فوجدوا أهله قد آمنوا فقال لهم رضي الله عنه تفرقوا في الحصن وجمعوا ما كان فيه فأخذوه ووضعوه في قلعة هجام بن أسد الباهلي وختم عليه ثم انه عمر الحصن بالمسلمين الذين معه وامر عليهم هون بن صفوان الباهلي وأوصاهم بحفظ الحصن وحفظ ما فيه من الأموال والأمتعة وغير ذلك وأقاموا في الحصن إلى آخر النهار ثم تفكر رضي الله عنه في العواقب فامر أصحابه بالخروج من الحصن فخرج علي وخرج أصحابه إلى أن اتوا المكان الذي كانوا فيه أولا فلما نزلوا وتكاملوا تولى على حرس القوم فلما كان وقت السجر وهو يحول حول أصحابه مثل الراعي الشفوق على أغنامه وإذا هو بثلاث فوارس مقبلين على مادة الطريق فلما تحققهم رضي الله عنه ترك أصحابه وانطلق عنان جواده إليهم من قبل ان يصلوا إلى عسكره فلما وصل إليهم قال لهم من أنتم يا وجوه العرب ومن أين أقبلتم وقال أين تريدون فظنوا أنه من الحصن المشرف فقالوا نحن طليعة من جيش الهضام قد قدمونا لنا خذلهم هذا الغلام علي بن أبي طالب وقد كان بعث قبلنا طلعة مع جويرثة بن أسد وهي أربعة آلاف فارس ليأخذوا له خبر هذا الغلام والى أين وصل فهل عندك منه خبر يا هذا فقال لهم رضي الله عنه بئس الاخبار وأقبح الآثار، اما جويرثة فقد أسلم وقر لله تعالى بالوحدانية وها هو معنا مسلما وموحدا واما أصحابه فقد قتلوا عن اخرهم واما علي فهو انا الذي أكلمكم وأنتم بين يديه فلما سمعوا ذلك ذهلوا وهموا بالفرار فلوى الإمام علي رضي الله تعالى عنه واحد منهم وضربه بالسيف فوقعت الضربة على رأسه ووصل السيف إلى صدره فتكردس إلى الأرض ثم هم بالاثنين الآخرين فقالوا يا ابن أبي طالب ابق علينا فقال لهم علي رضي الله عنه لن يجيركم من سيفي الا ان تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرح علي باسلامهم ثم سار الاثنين بين يديه فاتي بهم إلى عسكره وسألهم عن الملك الهضام فأخبروه بخبره وأقام علي رضي الله عنه بقومه بقية يومه
(٩٤)