ينادي من أعلى الحصن نصر من الله وفتح قريب فعد ذلك اجابه جميع أصحابه بالتكبير والتهليل وقد أطلقوا له الأعنة فلما قربوا من باب الحصن سمعوا أصوات من داخله تنادي عليهم الأمان الأمان يا بن أبي طالب والامام يناديهم إلى أين اللئام فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق بشيرا ونذيرا ما ارجع عنكم بمشيئة الله حتى أبدد فيكم الجميع وأشتت منكم الشمل، ثم وضع فيهم السيف وصار يضرب يمينا وشمالا فتكاثر القوم عليه فصار يجمعهم بجحفته ويدفعهم فيكر دسهم فينزل إلى الأسفل الحصن عند ذلك يصيرون هشيما فأهلك منهم خلقا كثيرا ورأوا منه ما لا طاقة لهم به فعند ذلك صاح من بقي منهم الأمان الأمان يا ابن أبي طالب فقال لهم الامام لا أمان لكم عندي يا أولاد اللئام حتى تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكتف بعضكم بعضا ولم يبق منهم أحدا الا أوثقوه كتافا فانحدر الامام من الحصن إلى أسفله وعمد إلى باب الحصن وفته وقال لا صحابه ادخلوا وكبروا معي على بركة الله وتوفيقه وعونه، فكبر القوم ودخلوا بأجمعهم فرحين مسرورين ثم إن الامام جلس يحدث ناقد عن الذي جرى له في السرداب مع المردة ثم مع عدو الله هجام فإذا هو به قائم فوقف بين يدي الامام رضي الله تعالى عنه عند رأسه ورفسه برجله ولكنه لم يعجل له بالقتل ولكنه أيقظه على مهل وقال له قم يا ويلك هل أنت امنت وتحصنت بغرور الشيطان، ها انا علي بن أبي طالب قد أوصلني إليك الرحمن فقال له ومن أين جئت وما تصنع فقال له جئت إليك يا عدو الله لأقبض روحك ولا أزال الان حتى يوصلني إلى الملك الهضام وإلهه المنيع وأخرقهم في النار التي صنعوها بأيديهم فقال هجام يا ابن أبي طالب من دخلت علي فقد زاد سحرك على السحرة ومكرك على المكرة فغضب الامام رضي الله عنه غضبا شديدا من هذا الكلام وتقدم إليه وقطع رأسه واخذها وقال للقوم هذه يا قوم رأس صاحبكم وكبيركم هجام وقد عجل الله بروحه إلى النار فلما سمعوا من الامام هذا الكلام هاج بعضهم وحملوا جميعا على الامام رضي الله عنه فحمل رضي الله عنه عليهم
(٩٣)