وقال له يا أخا العرب ما اسمك قال اسمي مضارب بن عراف الباهلي فقال له يا مضارب الصدق أوفى سبيل فاكشف لنا حقيقة امرك ولا تخفي علينا منتهى خبرك ولا تخادعنا فنحن حرثومة الخداع والمكر فقال مضارب يا فتى ان فراسة العاقل لا تخيب وانا متيقن فيك انك صاحب الجيش ولكن يا أخا حسن اعطني الأمان فلما سمع الامام من مضارب ذلك قال له لك الأمان ولا تخشى ان قلت الحق واستعملت الصدق فقل ما أنت قائل فقال مضارب يا أبا الحسن ان الملك العظيم الهائل الهضام لم بعث ولده غناما في العشرة آلاف فارس ظن أن ولده يأتي بك أسيرا فأقام يومه ذلك فلما جن الليل واختلط الظلام وآوى فراشه رأى في منامه رؤيا قد انتبه منها فزعا مرعوبا فلما أصبح الصباح بعث إلى حاشيته فقال لهم يا قوم اني رأيت الليلة في منامي رؤيا أو عبتني فقال ليه قومه يا أيها الملك العظيم أنعم المنيع لك الصباح بقومه ما رأيت في منامك فقال اني رأيت غناما جالسا بين يدي وانا أحدثه فبينما انا كذلك إذ رأيت طيرا عظيما قد انقض علي وله مخالب كمخالب السباع وكأني اخذت ولدي وضمنته إلى صدري فهجم عليه الطير وهو في حجري فاختطفه بمخاليبه ولم أقدر على خلاصه منه وأخاف ان يكون اصابه ضرر من ابن أبي طالب فلما سمعوا القوم منه ذلك قالوا أيها الملك العظيم انه داخلك وسواس أحلام لأجل تعلقك بولدك ثم انه لما سمع ذلك امر بتجهيز الجيوش ليحارب وقد عزم على المسير بنفسه وهو منتظر قدوم الجيوش إليه وجهز جماعة وسيرهم وهم أربعة آلاف فارس وامر عليهم رجلا يقال له جويثرة بن أسد الباهلي وهو بطلا شجاعا مشهور وأمره بالسرعة ليأخذ خبر ولده فلما وصلوا إلى الحصن المشرف واعلموا بسير الامام إليهم كمنوا له في وادي الضباء بعد أن تفرقوا أربع فرق كل فرقة لها قائد منهم الف فارس وقد أمرهم الملك انك إذا صرت بينهم ينقضون عليك بأيديهم وان الوصية قد تقدمت إلى صاحب الحصن المشرف خالد بن بسطام الملقب بهجام ان ينجدهم ان هم قد عجزوا عليك والقوم في مكان من الوادي ومضايقه والأمير جويثرة بن الأسد أمير الجمع وهو في الجهة التي قبلك من جهة عطفة الوادي وقال لي سر على عجل وأشرف علي بن أبي طالب وانظر كم معه من القوم وأين
(٨٣)