وكان نيته ان يسير الامام تحت طاعته ثم قال يا مسطاح ولئن رغبت بن أبي طالب في جنتي حتى يدخل تحت طاعتي لأجعلنه الموكل بناري وجنتي واما أنت يا مسطاح فلك عندي ما تطاولت إليه يدك من الاحسان فعند ذلك عطف مسطاح جواده نحو الامام فناداه الملك قف مكانك يا مسطاح فامسك جواده ووقف مكانه فمر له الملك بخلع الديباج وتاج مرصع الدر وعقد به قبة ثم قال يا مسطاح كن في هذه القبة ليراك بعين المهابة والفخار ويشاهد عليك من هذه المملكة آثار ثم خلع من إصبعه خاتما من ياقوت وقال خذ هذا الخاتم قل له هذا خاتم الأمان من عند الملك وسيرى بين يديه العجائب عليها سروج الذهب الأحمر وقد نثر على رأسه علمين زاهرين والعبيد يقودوا النجائب وسار مسطاح إلى أن وصل إلى الامام فنظر الامام إليه والى زينته فظن أنه الملك الهضام فتأهب الامام فلما قرب منه الامام تقدم مسطاح وصاح به الامام قف مكانك واحبس زمامك وأظهر كلامك فاللسان ترجمان الانسان فمن أنت يا هذا وفيما أقبلت فناداه مسطاح يا مولاي انا راجل محبك ومن اجلك مجروح وانا بغير مطال وكثرة مقال اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله فناداه الامام سعدت يا هذا بالايمان فما الذي قدمت إليه فقال له مسطاح الأقرن يا مولاي ان لي امر اتيت إليك مساعدا ومسارعا انا صاحب حصن الفواكه وان معي رجالا في الحصن يسمعون قولي فان أحببت ان ارجع إليهم وادعوه للاسلام وما من الله على من الايمان وأكرههم في الكفر والفسوق والعصيان واتسبب ان اهذهم من ضلالة الكفر والطغيان واني يا مولاي آمن من الله تعالى ان يكون هلاك القوم وعد والله على يدي إن شاء الله تعالى فشكره الامام وجازاه خيرا وقال له يا مسطاح ارجع إلى أن يحكم الله بما يشاء ويختار فرجع إلى الملك الهضام وقد أشرق وجهه بنور الايمان فنظر إليه الملك فرأى نور الهداية يلوح من وجهه وعليه هيبة الاسلام فاستقبل الملك وقال مسطاح أرى وجهك منيرا فقال أيها الملك اني لما سرت وتوجهت إلى ناحية القوم ما زلت سائرا إلى أن اتيت رجل في الناس مثله لا يجوز عليه خديعة ولا يخفى عليه نكر واني ذكرت له مناقب الملك وكرمه ورغبته في جنتك وحذرته من نارك فلان واستكان
(١٠٥)