وأنجده وقال الامام إلى أين يا ابن أبي طالب من يخلصك مني وأين ابن عمك محمد هيهات ان عاد ينظر إليك بعد هذا اليوم فتقدم الامام إليه وضربه ضربة هاشمية علوية وقال مع ضربته الله أكبر خذها يا عدو الله من يد علي ولي الله فتلقاها عدو الله في درقته فقطع السيف الدرقة ونزل إلى رأس عدو الله فجرحه جرحا يسيرا فلما أحس عدو الله بالضربة ولى هاربا وللنجاة طالبا فاستجار في قومه فتقدمت الرغداء بنت الخطاف إلى الامام وقالت له يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتأذن لي ان احمل عليهم وأبددهم فاذن الامام وكشف لثامها واطلقت عنان جوادها وحملت على القوم وحمل الامام معها وقال لها يا رغداء لا تخافي ومعك أميرك فلما سمعت الرغداء ذلك من الامام صارت كالأسد إذا عاين فريسته وحطت في القوم فصارت كل من ملكته ترسل رأسه عن جثته وجالت فيهم يمينا وشمالا حتى قتلت منهم مقتلة عظيمة فلما عاين المشركون ذلك منها قالوا لا صبر لنا على هذا ثم تأخروا إلى ورائهم فصاحت بهم إلى أين يا أولا د اللئام فتقدمت إليها الفرسان واحتاطت بها الشجعان وسار الامام في اثر الرغداء واحتاطت الرجال وكثر القتال ولم تزل الحرب بين الفريقين وازدادت العساكر وعلا الصياح بين الفريقين فقال الامام لأصحابه يا قوم في هذه الساعة ينصرنا الله عليهم فاحملوا بارك الله فيكم واصدقوا الحملة بالضرب ثم حمل الامام وما زال حتى صار في وسط المشركين فنظر علما كبيرا هائلا وقد نظم رمحه من أعلاه إلى أسفله باللؤلؤ الرطب وكان ذلك العلم هدية إلى الهضام فقال يا أخي خذ هذا العلم معك لتفتخر به على ابن أبي طالب وليعلم ابن عمه محمد وجميع من معه لا يقدرون على مثله وكان إذا سار نصب ذلك العلم على رأسه فأخذه غمام وسار إلى الامام في ذلك اليوم ونظر إلى حسنه ولمعان جواهره وكانت أحباله من الا برسم موثوقة بجوانبه تحمله الرجال وتمسكه الابطال فلما نظر الامام ذلك العلم وصفته قال لا صحابه يا قوم احملوا عليهم فاني حامل على صاحب العلم فغمني ان أملكه منه واقتلعه من يده إن شاء الله تعالى فتقدم إليه ناقد وقال وانا معك يا أمير المؤمنين وتبادر القوم إلى الامام وكل منهم يقول وانا معك يا ابن عم الرسول فلما وصل إليهم الامام رضي الله عنه تصارخوا بأجمعهم وصاح كبيرهم يا للعرب أنجدوني قبل ان يأخذ العلم فتصارخت الرجال بالامام من كل جانب ومكان ولم يرجع عن الذي معه العلم حتى ضربه
(٩٨)