قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال: ما تقولون في إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا.
وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل شيئا، فقال لي: يا ابن عباس أكذا هو؟
قلت: لا.
قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له، يقول: إذا جاء نصر الله والفتح: فتح مكة، فذلك علامة أجلك، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا.
قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم (1).
فهذا فهم الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين وهم القدوة وبهم الأسوة. وفقنا الله لأتباعهم.
إياك والاعتراض على ما تقدم بأخذ بني العباس بن عبد المطلب بن هاشم الخلافة وأنهم أقاموا خلفاء نيفا على خمسمائة وعشرين سنة فإن الخلافة إنما صارت إليهم بعدما ضعف أمر الدين وتخلخلت أركانه وتداول الناس أمر الأمة بالغلبة، فأخذها حينئذ بنو العباس بأيدي عجم أهل خراسان ونالوها بالقوة (2)