ألف إنسان وسار في الناس بالعسف والجبرية.
فمن سئ سيرته أنه لما قوي أمره وصار في عسكر ودخل مرو في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين ومائة واستولى عليها أراد الغدر بنصر بن سيار وقد آنسه وبسطه وضمن له أن يكف عنه ويقوم بشأنه عند الإمام، فبعث إليه مع لاهز بن قريط وسليمان بن كثير وعمران بن إسماعيل وداود بن كراز يعلمه أن كتابا أتاه من الإمام يعده فيه ويمنيه ويضمن له الكرامة ويقول له إني أريد مشافهته، وقرأ كتاب الإمام عليه، يريد بذلك أنه إذا أتاه قبض عليه، فلما أتته الرسل تلا لاهز قول الله تعالى: إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك (1).
فتنبه نصر على ما أراد من تحذيره، فقال: أنا (2) صائر معكم إلى الأمير أبي مسلم، ودخل بستانا له كأنه يريد أن يلبس ثيابه ويركب دابته وهرب إلى الري، وسأل أبو مسلم عنه فأخبر بتلاوة لاهز الآية، فقال له: يا لاهز أعصبية في الدين؟
قوما فاضربا عنقه، فضربت عنق لاهز.
وكان سليمان بن كثير الخزاعي أحد نقباء الدعوة فقتله أبو مسلم، لأنه كره سيرته وأخذ عنقود عنب، فقال: اللهم سود وجه أبي مسلم كما سودت هذا العنقود واسقني دمه.
وقال أيضا: حفرنا نهرا بأيدينا، فجاء غيرنا فأجرى فيه الماء - يعني أبا مسلم.