أهل البيت النبوي ما نصه: " وسبب ذلك - والله أعلم - إن الله تعالى أطلع نبيه على ما يكون بعده مما ابتلى به علي وما وقع من اختلاف لما آل إليه أمر الخلافة، فاقتضى ذلك نصح الأمة بإشهاره بتلك الفضائل لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته، ثم لما وقع ذلك الاختلاف والخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل، وبثها نصحا للأمة أيضا ثم لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيصه وسبه على المنابر، ووافقهم الخوارج، بل قالوا بكفره اشتغلت جهابذة الحفاظ من أهل السنة ببث فضائله حتى كثرت نصحا للأمة ونصرة للحق " (1) 5 - وأما القوم فرووا أحاديث فضائل علي - عليه السلام - وأودعوها كتبهم ولكن لم يستعرضوا مؤدي تلك الأحاديث ولوازمها العقلية ونتائجها العرفية تجاهلا وتغافلا عن أن كل صفة فضيلة كانت أو رذيلة آية من خصائص صاحبها وعلامة في معرفة مالكها بل سعوا في تحريف معاني النعوت والأوصاف التي نص بها رسول الله - صلى الله عليه وآله - في حقه - عليه السلام - وأحيانا كتمانها، وحذفها. كمناقشاتهم في كلمة " المولى " في حديث الغدير (2) وكتمان لفظ (ووصيي وخليفتي) في حق الإمام علي وتبديلها ب (كذا وكذا) (3).
وجدير بالذكر أنهم لم يكتفوا بالتحريف والكتمان بل هاجموا الشيعة ونقصوا عليها في كتبهم " فظهر في النصف الأول من القرن الثالث كتاب " العثمانية " للجاحظ يهاجم فيه الشيعة، وينكر الضروريات، ويجحد البديهيات، كمحاولته لجحود شجاعة أمير المؤمنين - عليه السلام - " (4)!
واستمرت الهجمات في كل القرون إلى زماننا هذا حتى قال العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي: وأما استيعاب ذلك فيملأ مجلدات، وربما كان ما يخص قرننا الذي نعيش فيه بشكل بمفردة مجلدا! إذ صدر أخيرا في الباكستاني وحدها زهاء