طفل صغير، إلى بئر كانت في داره بعيدة القعر، فسقط فيها، فنظرت إليه أمه وأقبلت تضرب بنفسها من حوالي البئر، وتستغيث به وتقول: يا بن رسول الله غرق ابني محمد، وكل ذلك لا يسمع قولها، ولا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنها في قعر البئر في الماء.
فلما طال عليها ذلك قالت له - جزعا على ابنها -: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت النبوة، فأقبل على صلاته، ولم يخرج عنها إلا بعد كمالها وتمامها، ثم أقبل عليها، فجلس على رأس البئر، ومد يده إلى قعرها، وكانت لا تنال إلا برشاء (1) طويل، فأخرج ابنه محمدا بيده وهو يناغيه (2) ويضحك، ولم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء.
فقال لها: هاك هو يا قليلة اليقين بالله، فضحكت لسلامة ابنها، وبكت لقوله (يا قليلة اليقين بالله) فقال لها: لا تثريب عليك لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني، أفمن ترى أرحم لعبده منه؟. (3) 83 - لما حضرت وفاة زيد بن أسامة بن زيد جعل يبكي، فقال له زين العابدين (عليه السلام): ما يبكيك؟ قال: أبكى على أن علي خمسة عشر ألف دينار فقال له علي: لا تبك فهي علي، وأنت منها برئ. (4) 84 - قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يحمل معه جرابا من خبز فيتصدق به ويقول: بلغني أن الصدقة تطفئ غضب الرب.
85 - وقع حريق في بيته فيه علي بن الحسين (عليهما السلام) وهو ساجد، فجعلوا