ومنزل الرزق على قدر المؤونة، ومن قدر معيشته رزقه الله، ومن بذر معيشته حرمه الله (1).
75 - أوصى ولده موسى (عليهما السلام) فقال: يا بني أقبل وصيتي، واحفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعيش سعيدا وتموت حميدا.
يا بني من قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ومن لم يرض بما قسم الله له اتهم الله تعالى في قضائه، ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه.
يا بني من كشف حجاب غيره انكشف (2) عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم.
يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك، وإياك والدخول فيما لا يعينك فتذل لذلك. [يا بني قل الحق وعليك تستشار من بين أقرانك] (3).
يا بني كن لكتاب تاليا. وللسلام فاشيا. وبالمعروف آمرا. وعن المنكر ناهيا. ولمن قطعك واصلا. ولمن سكت عنك مبتدئا. ولمن سألك معطيا. وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال. وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف.
يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولا وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب إلا ثمر إلا بفرع، ولا فرع إلا بأصل ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب.