قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام يا عدو الله ثم نهض ليلزمه فنفر من تحته فرمى به عن مستتر فعلقت رجله بالركاب فجعل الفرس كلما رآه خلفه نفر فلم يزل كذلك إلى أن مزقه وعجل الله بروحه إلى النار، وكان له عشرة ندماء لا يفارقونه ولا يفارقهم ويأمنهم على حريمه وأولاده وماله فاقتحموا الطريق الذي سلك فيه ليعرفوا خبره فوجدوا الفرس وفخذه معلق بالركاب فرفعت الصيحة في المعسكرين فرجعوا إلى دمشق (هكذا) فلم يجدها فخرج إليه ملك من الملائكة الموكلين في جهنم وبيده سوط من النار فضربه على وجهه فأهلكه لعنه الله، فلما أبطأ على أصحابه اقتحموا الطريق الذي سلكه فلم يردوه إنهم سلكوا سلكه ومضوا إلى جنهم وبئس المصير لعنهم الله جميعا.
قال أبو مخنف (ره) وبقى العكر متحيرين ولم يعرفوا له خبرا فرجعوا إلى دمشق فبعد اليأس منه أقاموا له العزاء ووقعت الفتنة العظيمة، واختلف من الناس بعده فبعضهم من فرح بقتل الملعون وبعضهم من حزن له (لع) فمنهم قوم رضوا بقتل الحسين فجعلوا يمانعون عن أولاد يزيد بن معاوية وحرمه وماله وبعض الناس أرادوا ان يهجموا على دار الملعون ويقتلوا أصحابه