وقد أشرفت على الكوفة وقصدت دار الامارة وعبيد الله بن زياد لعنه الله قال عمير فضيقت لثامي واستأذن الحاجب لي عليه الدخول قال من يكون؟ قال: وافد من قبل يزيد (لع). قال عمير فضيقت اللثام بحيث لا يرى منى الحدق حتى لا يعرفني أهل الكوفة فلما دخلت عليه أسفرت عن لثامي فنظر عبيد الله بن زياد الملعون إلى فعرفني فضحك عن الغضب وقال يا ويلك فعلتها يا عمير؟ فقال عمير: نعم فعلتها وأفعلها أيها الأمير، قال ثم سلمت الكتاب إلى ابن زياد وكان من عادته إذا ورد عليه كتاب من يزيد (لع) لا يقرئه إلا وهو قائم فقبل الكتاب ووضعه على رأسه وفضه فلما قرأه وفهم معناه قال سمعا وطاعة للخليفة (لع):
ثم أحضروا المختار في هذه الساعة مكرما فما كان ساعة إلا وقد أحضر بين يديه قال: فلما دخل المختار ورآه ابن زياد الملعون قام له اجلالا ثم أمر أن يحضر له طبيبا يداوى الضربة التي في وجهه وأن يدخل الحمام ويأخذ شعره وأمر أن يخلعون عليه خلعة سنية وأمر له بناقة جيدة لأجل المسير إلى المدينة وناقة للزاد وناقة للماء وأمر له بعشرة آلاف دينار وجهزه جهازا حسنا، وقال له:
سر إلى المدينة راشدا مهديا، قال: واعتذر إليه ابن