الباب وإذا هو بالمختار فاعتنقه وبكى وسلم كل واحد على صاحبه فدخل الدار فقامت أخت المختار واعتنقته وسقطا جميعا إلى الأرض مغشيا عليهما، فلما أفاق المختار بقيت أخته مغشيا عليها فحركوها وإذا هي قد قضت نحبها فأخذوا في تجهيزها وغسلوها وكفنوها وصلوا عليها ودفنوها ولزم عبد الله بن عمر عليها الحزن أياما وليال وكذلك المختار حزن عليها حزنا شديدا ثم أقام المختار بعد موتها أياما في المدينة الطيبة.
قال أبو مخنف رضي الله عنه، وأما ما كان من أمر يزيد بن معاوية فإنه ركب في بعض الأيام في خاصته في عشر آلاف فارس يريد الصيد والقنص فسار حتى بعد من دمشق مسير يومين فلاحت له ظبية فقال: لأصحابه لا يتبعني منك أحد ثم إنه إنطلق جواده في طلبها وجعل يطاردها من واد إلى واد، حتى انتهت إلى واد مهول مخوف فأسرع فيه طلبها فلما توسط الوادي لم ير لها خبرا ولم يعرف لها أثرا وكضه العطش فلم يجد هناك شيئا من الماء وإذا برجل معه صحن ماء فقال يا هذا إسقني قليلا من الماء فلما سقاه قال لو عرفت من انا لازددت من كرامتي، فقال له: ومن تكون. قال: أنا أمير المؤمنين يزيد بن معاوية. فقال الرجل: أنت والله