اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٥٤
فلما سمع ابن زياد الملعون بذلك قام من وقته وساعته فرقى المنبر والناس يعلمون بهلاك يزيد وجمعهم من كان جانب ومكان فلما اجتمعوا قام قائما على المنبر ونادى بأعلى صوته يا أهل البصرة ويا جماعة العرب إعلموا إنني قد عزمت على الرحيل إلى الشام لأجل حوائج عرضت لأمير المؤمنين (لع) ليعلم شاهد كم غائبكم إن الله اختار ما هو أهله وقد قبض يزيد بن معاوية (لع) وليعلم شاهدكم غائبكم إنني مخلف عليكم خليفتي النافذ حكمه فأطيعوه وقد عزمت على الرحيل إلى الشام والدخول إلى دمشق وكتبي متواترة إليكم وها أنا سائر فقال الناس سمعا وطاعة ثم عرفهم الخليفة عليهم وقضى حوائجهم وأعطاهم العطايا والخلع ثم عزم على المسير ومعه الرجال والابطال لأنه قد بلغه فعل أهل الكوفة وإنهم قد أخرجوا المحبوسين الذين هم أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ونزلوا على الطريق ويتربصون على ابن زياد الملعون ليأخذوه ويقتلوه ثم إن ابن زياد توجه إلى الشام فبلغ الخبر إلى أهل الكوفة فخرجوا في طلب ابن زياد الملعون.
قال أبو مخنف: [فلما صار ابن زياد في بعض الطريق أقبل إليه عمر بن الجارود، وقال له: يا عبيد الله أصدقنا على أي وجه خرجت من البصرة، قال له:
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست