يجاهد بين يديه وأنا خائف أن يعلم بحرمك وأولادك عندي فبادر إلى وحدك لأخلو أنا وأنت في مشورة فإني أخاف أن يكون لهم في عسكرك عين فمضى ابنه إلى ابن زياد الملعون فأبلغه كلام أبيه قال: فلما سمع ابن زياد كلامه نهض فزعا مرعوبا وركب فرسه وسار في وقته وساعته مع الغلام قاصدا للخيمة وبين يديه عند ومعه شمعة كقامة الرجل وكان بين الخيمة وبين المعبر أقل من ميل فلما رآه صاحب حنظلة قام إليه وقبل يديه وكذلك إبراهيم قبل يديه فجعل ابن زياد الملعون يطيل النظر إلى إبراهيم (ره) وصاحب القلعة يشغله بالحديث عنه قال إبراهيم فأردت أقوم فافتكرت في ضيق الخيمة وقلت في نفسي إذا جردت سيفي لم يمكنني أن أفتح باعي لصغر الخيمة ولا أدرى أتقع الضربة له في مقتله أم لا وهو مع ذلك شجاع، ورأيت سيفه على فخذه مجردا ولا آمن يصيح بعسكره فيلزموني بعض أصحابه فيثور عسكره وهم أربعمائة آلاف فارس قال فجعل صاحب القلعة يشغله بالحديث حتى يقوم إليه وإبراهيم مطرق رأسه إلى الأرض فقال ابن زياد الملعون لصاحب حنظلة إذا كان الامر كما ذكرت فلأي شئ أقعد أنا أقوم هذه الساعة وآمر أصحابي بضرب البوقات للرجل وألحقه قبل أن تروح برجل، فقال صاحب القلعة: هذا الرأي أيها
(١٧٦)