اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٦٩
وينفق علينا بعضه ويتصدق ببعضه على فقراء المسلمين فبينما نحن جلوس وقد وقع المطر فتعوق زوجي من الخروج إلى الحطب فانكشف لنا في دارنا بلاطة بيضاء كأنها كافورة طولها ذراع وعرضها ذراع، فقلت لزوجي:
خذ هذه وبعها واشترى لنا قوتا، فقلعها فوجدنا تحتها باب حديد مطبق بقفل عظيم ففتحناه وإذا هو بسرداب مظلم فنزلنا إليه مصباح وإذا مملوء ذهبا لا يعلم عددها إلا الله فأخذنا منها دينارا واحدا وأطبقناه بالبلاطة وغطيناه بالتراب ومضى بعلي إلى السوق وصرف الدينار فأخذ بنصفه لحما وخبزا ورد الباقي وجلسنا نتغذى فمد بعلي يده وأخذ لقمة ووضعها في فمه فغص بها ومات من وقته وساعته قبل ان يبلغ اللقمة فامتنعت أنا من الاكل وتصدقت بباقي الطعام واليوم لي ثلاثة أشهر يهتف بي هاتف وهو يقول يا هذه المرأة إن هذا المال لمن يأخذ بثأر الحسين عليه السلام وقد أتيتك أخبرك فإن شئت أن تسر معي حتى أوقفك على الكنز فافعل وإن أردت أن تنفذ معي أحدا تثق به فافعل.
فلما سمع إبراهيم (ره) كلام العجوز ركب هو وعشرة رجال من خاصته وسار مع العجوز حتى أوقفتهم على الباب ففتحوا السرداب ونزلوا إليه بمصباح وإذا فيه مال لا يكون أكثر منه فاحضر الأنطاع وبسط عليها الأموال
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست