اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٦٨
قد أقبلت إليه عجوز تجر أذيالها وهي رثة الأطمار وتنادى في باب الخيمة أنا مستغيثة بالله تعالى وبالأمير وبأصحاب الحسين عليه السلام ليسمع كلامي ويرد جوابي فأنا منتظرة لقدومه من يوم خرج من الكوفة فظن إبراهيم إنها تطلب شيئا، فقال لعبده والله ما أملك شيئا غير ألف درهم قد بقيت من نفقتي فأقسمها نصفين وأعط العجوز نصفا وخل نصفا فأخذها العبد وخرج إلى العجوز فقالت العجوز: ما هذا؟ فقال: هذه عطية الأمير: قالت العجوز ما أنا محتاجة في هذه بل أريد أن أكلم الأمير كلمة واحدة فيها وافر الحظ فرجع العبد إلى إبراهيم وأعلمه بذلك، فقال إبراهيم إدفع إليها بقية الدراهم لا تكون مستقلة للعطية فخرج العبد إليها ببقية النفقة وقال لها أيها العجوز خذي هذه الدراهم وأعذري الأمير فقالت ما أريد مالا، أريد أن أكلم الأمير بحاجة له فيها حظ عظيم فرجع العبد إلى الأمير وقال أيها الأمير هذه المرأة ما تطلب شيئا بل لها عندك حاجة فقال ادخلها فدخلت عليه فجلست بين يديه فسلمت عليه وإذا هي امرأة طائعة للدين عليها ثياب من الصوف وعليها سيماء أهل الخير فقال لها: قولي يرحمك الله، فقالت كنت أنا وبعلي ذات يوم جالسين في دويرة لنا في صحن الدار بلدنا هذا كثير السيل والأمطار وبعلي حطاب كل يوم بدرهم
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست