اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٦٧
النهار وحل ونزل على حصون بنى جعفر ثم سار إلى تكريت وهي يؤمئذ قلعة منيعة فغلق أهل تكريت الأبواب وقالوا لمن هذا الجيش فقالوا نحن أصحاب الحسين عليه السلام فعند ذلك أعلنوا بالبكاء والنحيب ونادوا بأجمعهم وا محمداه وا علياه وا حسيناه، ثم إنهم أخرجوا إليهم الزاد والعلوفة فلم يقبلوا منهم شيئا إلا بوافر الثمن، قال: واجتمع مشايخ البلد وتوجهوا إلى إبراهيم بن مالك الأشتر وقالوا له أيها الأمير نحن نحب ان يكون لنا نصيب وحظ في هذا الامر ونشارككم في الثواب في ثار الحسين عليه السلام ونجمع لكم أموالنا عشرة آلاف دينار ونسألك أن تقبلها منا وتنفقها على العسكر فأبى إبراهيم أن يقبل شيئا ثم ارتحل وسار ثلاثين فرسخا في ثلاثة أيام حتى الموصل فخرج إليهم من الموصلي ألف فارس ضارب بالسيف واشهروا سيوفهم في وجوههم وقالوا لمن الجيش، فقالوا: نحن أصحاب الحسين عليه السلام فلما سمعوا ذلك أعلنوا بالبكاء والنحيب ومزقوا ثيابهم وحثوا التراب على وجوههم وصاحوا وا حسيناه وأقاموا مأتما عظيما قدر عشرة أيام وأخرجوا إلى إبراهيم الزاد والعلوفة فأبى أن يأخذ منهم شيئا إلا بوافر الثمن وكان قد نزل بقرب دير يقال له دير العلاء بمقدار ميلين من الموصل فبينما إبراهيم جالس في خيمته وإذا
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست