اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٤٣
يزيد (لع) بالنوبة إلا هو لأن يزيد الملعون لا يأمر سواه ولا يقدر أن يفارقه وستراه إذا ذكرت له الحسين عليه السلام يبكى بكاء شديدا فسلمه الكتاب وأنظر ما يأمرك به فافعل فقال له عمير: جزاك الله خيرا ثم انصرف الامام من عند عمير فلما كان من الغد صلى عمير صلاة الصبح وأتى بعيبة كانت من فاستخرج ثوب ديبقي وثوب رومي فلبسهما ولبس فوقهما ثوب خز وتعمم بعمامة خز كوفية كبيرة ولبس خفين من أديم أسود وتطيب وخرج والكتاب معه والشعر وهو ملفوف في الثوب وهو تحت إبطه حتى رقى دار يزيد فرآه كما وصفه له إمام المسجد لم يغادر منه حرفا، قال عمير: وجعلت أخترق دهليزا بعد دهليز حتى وصلت إلى البساط فجعلت أنظر إليه وأفكر فذكرت وصية الشيخ وقوله عندئذ فجزت وسمعت إلخ.
(هكذا الخبر) فلما كان من الغد أمر عبد الله بن عمر بن الخطاب لعمير بألف دينار وألف درهم ووطأ له على مركوب فره سريع السير، وضبط عمير نفسه وودع عبد الله أخت المختار وقرأ له الفاتحة واستوى في ظهره مطيته وسار طالبا إلى دمشق ولم يجد السير حتى وصل إلى دمشق وبقى مقيما أيام فلما كان في اليوم الرابع دخل الحمام وأخذ شعره وتنظف وتطيب حتى زال عنه ريح
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست