مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٥٩
فأما علم الفرائض وقسمة التركات: فله فيه من القضايا ما يحير العقول بالاتفاق ويغني عن تعداد الصور الكثيرة، فيه ذكر ما ظهر في الآفاق وانتشر عنه انتشار أشعة الشمس عند الإشراق، فمن ذلك المسألة المعروفة بالدينارية وشرحها:
إن امرأة جاءت إليه (عليه السلام) وقد خرج من داره ليركب فترك رجله في الركاب فقالت: يا أمير المؤمنين إن أخي قد مات وخلف ستمائة دينار وقد دفعوا إلي من ماله دينارا واحدا وأسألك إنصافي وإيصال حقي إلي.
فقال لها (عليه السلام): (خلف أخوك بنتين؟) فقالت: نعم.
قال (عليه السلام): (لهما الثلثان أربع مائة، وخلف اما؟).
قالت: نعم.
قال (عليه السلام): (لها السدس مائة، وخلف زوجة؟).
قالت: نعم.
قال (عليه السلام): (لها الثمن خمس وسبعون، وخلف معك إثنا عشر أخا؟).
قالت: نعم.
قال (عليه السلام): (لكل أخ ديناران ولك دينار فقد أخذت حقك فانصرفي).
ثم ركب لوقته فسميت هذه المسألة بالدينارية (1) باعتبار ذلك.
ومنه: المسألة المعروفة بالمنبرية وشرحها أنه (عليه السلام) كان على منبر الكوفة فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن ابنتي قد مات زوجها ولها من تركته الثمن وقد أعطوها التسع فأسئلك الإنصاف منهم.

١ - مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٥٥، كشف الغمة ١: ١٣٢.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»