مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٥٦
سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا وسقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد يدعمها ولا دسار ينتظمها ثم زينها بزينة الكواكب وضياء الثواقب وأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا في فلك دائر وسقف سائر ورقيم مائر ثم فتق ما بين السماوات العلى فملأهن أطوارا من الملائكة، منهم سجود لا يركعون وركوع لا ينتصبون وصافون لا يتزايلون يسبحون الليل والنهار لا يفترون ولا يغشاهم نوم العيون ولا سنة (1) العقول ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان، ومنهم امناء على وحيه وألسنة إلى رسله مختلفون بقضائه وأمره ومنهم الحفظة لعباده والسدنة (لأبواب جنانه، ومنهم الكرام الكاتبون أعمال خلقه الشاهدون) (2) على بريته يوم يبعثون، ومنهم غلاظ شداد (ينتقمون من المجرمين) (3) لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (4).
ومنه قوله: (ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم، إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن تقحم الشبهات، ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فقمحت بهم في النار، ألا وإن التقوى

١ - في النهج: ولا سهو.
٢ - ليس في (م).
٣ - أثبتناه من نسخة (م).
٤ - رواها الزمخشري في ربيع الأبرار ١: ١١٤ باب السماء والكواكب وكذا ١: ٣٧٦ باب الملائكة، العقد الفريد ٤: ١٥٩، شرح نهج البلاغة: ١: ٥٧ - 91 خطبة (1).
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»