مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٦٣
الأحكام ومنبع الحلال والحرام وبه يقطع شعب الخصام عند الحكام، وقد كان علي (عليه السلام) متضلعا من أقسامه مطلعا على غوامض أحكامه منقادا له بزمامه مشهودا له فيه بعلو محله ومقامه، ولهذا خصه رسول الله (ص) بعلم القضاء على ما تقدم شرحه وقال (عليه السلام): (لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة) على ما سبق بيانه (1) ولأجل ذلك قال عمر بن الخطاب: أي معضلة ليس لها أبو الحسن (2).
وقال سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن (3).
وله (عليه السلام) بدائع ووقائع تجلى نهار فقهه فيها فكشف ظلمة دجاها وجلى بأنوار تأييده صدأ إشكالها فكان ابن جلاها وجلى في مضمار سبقه لإدراكها، فأحرز قدح معلاها وحكى بنضار إصابة صوابه منها جيد عاطلها بحلاها قد نقلتها حملة الأحكام وحملتها نقلة قضايا الحكام.

١ - راجع: ص ١٢٥.
٢ - تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: ١٥٢، مناقب الخوارزمي ٩٦ / ٩٧، مناقب ابن شهرآشوب ٢: ٣٩، ٤١٢، ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٣: ٣٩ / ١٠٧٠ - ١٠٧٣، أنساب الأشراف ٢: ٣٥١.
٣ - الإستيعاب ٣: ٣٩، الإصابة ٢: ٥٠٩، فضائل ابن حنبل ٢: ١٥٤ / ٢٢١، ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق ٣: ٣٩ / ١٠٧١، ١٠٧٢، شرح الأخبار ٢: ٣١٧ / 651، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 135.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»