مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٦١
تلميذا لعلي (عليه السلام) ومقتديا به وآخذا عنه ومستفيدا منه.
وثانيها علم القراءات: وإمام الكوفيين المشهور بالقراءة بينهم عاصم بن أبي النجود وقد انتشرت قراءته في الدنيا وأخذت عنه من رواية أبي بكر وحفص وهي القراءة المشهورة المذكورة وهو فيها تلميذ لأبي عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الرحمن تلميذ فيها لعلي (عليه السلام) نقلها عنه وأخذها منه وهو (عليه السلام) أخذها واستفادها من رسول الله (ص) فعاصم فيها تلميذ لتلميذ علي (عليه السلام).
وثالثها علم النحو: وقد تقرر في العالم أن أول ما ظهر النحو من علي (عليه السلام) وأنه هو الذي أرشد أبا الأسود الدؤلي إليه.
رابعها علم البلاغة الفصاحة: وكان فيها إماما لا يشق غباره ومقدما لا تلحق آثاره، ومن وقف على كلامه المرقوم الموسوم بنهج البلاغة صار الخبر عنده عن فصاحته عيانا والظن بعلو مقامه فيه إيقانا، وسيأتي إن شاء الله تعالى في الفصل العاشر بيان ذلك.
وخامسها علم تصفية الباطن وتزكية النفس: فقد أجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة وأئمة الحقيقة أن انتساب خرقتهم ومرجعهم في آداب طريقتهم ومردهم في أسباب حقيقتهم إلى علي (عليه السلام).
وسادسها علم التذكر بأيام الله وتحذير عقابه والموعظة والتخويف بآيات كتابه: فالإمام المقتدى في هذه القاعدة المستعذب وقعها المرتقب عند الله تعالى نفعها هو الحسن البصري (رضي الله عنه) وكان تلميذا لعلي (عليه السلام) يفتخر بذلك.
وسابعها علم الزهد والورع: وكان في الصحابة رضوان الله عليهم أجمع من الزهاد والمشهود لهم به كأبي ذر الغفاري وأبي الدرداء وسلمان الفارسي (رض) وكانوا بأسرهم تلامذة لعلي (عليه السلام) وسيأتي في الفصل المعقود في زهده إن شاء الله تعالى أقسام تفصيله وإقامة دليله.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»