فمنها: إن سبعة أنفس خرجوا من الكوفة مسافرين فغابوا مدة ثم عادوا وقد فقد منهم واحد فجاءت امرأته إلى علي (عليه السلام) فقالت: يا أمير المؤمنين إن زوجي سافر هو وجماعة وقد عادوا دونه فأتيتهم وسألتهم عنه فلم يخبروني بحاله وقد اتهمتهم بقتله وأسألك إحضارهم واستكشاف حالهم.
فأحضرهم (عليه السلام) وفرقهم وأقام كل واحد منهم إلى سارية من سواري المسجد ووكل به رجلا يمنع أن يقرب منه أحد ليحادثه ثم استدعى واحدا فحدثه وسأله عن حال الرجل فأنكر فلما أنكر رفع علي (عليه السلام) صوته بالتكبير وقال: (الله أكبر).
فلما سمع الباقون صوت علي (عليه السلام) مرتفعا بالتكبير اعتقدوا أن رفيقهم قد أقر وحكى لعلي (عليه السلام) صورة الحال.
ثم استدعاهم واحدا واحدا فأقروا بقتله بناء على أن صاحبهم قد أخبر عليا (عليه السلام) بما فعلوه، فلما أقروا بذلك قال الأول: يا أمير المؤمنين هؤلاء قد أقروا وأنا ما أقررت.
قال له (عليه السلام): (هؤلاء رفاقك قد شهدوا عليك فما ينفعك إنكارك بعد شهادتهم).
فاعترف أنه شاركهم في قتله، فلما تكمل اعترافهم بقتله أقام عليهم حكم الله تعالى وقتلهم به (1).
فكان ذلك من عجائب فهمه وغرائب علمه.
ومنها: إنه رفع إليه (عليه السلام) أن شريحا القاضي قد قضى في امرأة قد ماتت وخلفت زوجا وابني عم أحدهما أخ من أم وقد أعطى الزوج النصف من تركتها