جعله الله حيث شاء، وقد سألني ان أسألك ان تريه جهنم، قال: فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رؤي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضاحكا حتى قبض (1).
435 - وعن أبي بصير قال: سمعته يقول: ان جبرئيل احتمل رسول الله حتى انتهى به إلى مكان من السماء، ثم تركه وقال: ما وطأ نبي قط مكانك.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل عليه السلام وانا بمكة فقال: قم يا محمد، فقمت معه وخرجت إلى الباب، فإذا جبرئيل ومعه ميكائيل وإسرافيل، فاتى جبرئيل بالبراق، فكان فوق الحمار ودون البغل، خده كخد الانسان، وذنبه كذنب البقر، وعرفه كعرف الفرس، وقوائمه كقوائم الإبل، عليه رحل من الجنة، وله جناحان من فخذيه، خطوه منتهى طرفه (2).
فقال: اركب، فركبت ومضيت، حتى انتهيت إلى بيت المقدس، ولما انتهيت إليه إذا الملائكة نزلت من السماء بالبشارة والكرامة من عند رب العزة وصليت في بيت المقدس، و في بعضها بشر لي إبراهيم في رهط من الأنبياء، ثم وصف موسى وعيسى صلوات الله عليهم، ثم اخذ جبرئيل بيدي إلى الصخرة فأقعدني عليها، فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسنا وجمالا.
فصعدت إلى السماء الدنيا، ورأيت عجائبها وملكوتها، وملائكها يسلمون علي ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فرأيت بها يوسف عليه السلام، ثم صعدت إلى السماء الرابعة، فرأيت فيها إدريس عليه السلام، ثم صعد بي إلى السماء الخامسة، فرأيت فيها هارون عليه السلام، ثم صعد بي إلى السماء السادسة، فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم في بعض وفيها الكروبيون قال: ثم صعد بي إلى السماء السابعة فأبصرت فيها خلقا وملائكة (3).