صاحبي الذي معي راسل حرمتك وخدعها وهذا طيبها، فغضب النجاشي وهم ان يقتل عمارة ثم قال: لا يجوز قتله لأنهم دخلوا بلادي بأمان، فامر ان يفعلوا به شيئا أشد من القتل، فأخذوه ونفخوا في إحليله بالزيبق فصار مع الوحش.
فرجع عمرو إلى قريش وأخبرهم بخبره، وبقى جعفر بأرض الحبشة في أكرم كرامة، فما زال بها حتى بلغه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد هادن قريشا وقد وقع بينهم صلح، فقدم بجميع من معه ووافى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد فتح خيبر، وقد ولد لجعفر من أسماء بنت عميس بالحبشة عبد الله بن جعفر (1).
432 - وقال أبو طالب: يحض النجاشي على نصره النبي واتباعه وأشياعه:
تعلم مليك الحبش ان محمدا * نبي كموسى والمسيح بن مريم اتى بالهدى مثل الذي اتيا به * وكل بحمد الله يهدى ويعصم وانكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المرجم فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * فان طريق الحق ليس بمظلم (2) 433 - وفيما روى محمد بن إسحاق ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث عمرو بن أمية الضميري إلى النجاشي في شان جعفر بن أبي طالب وأصحابه، وكتب معه كتابا:
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى النجاشي الأضحم (3) صاحب الحبشة سلام عليك، إني احمد إليك الله الملك القدوس المؤمن المهيمن، واشهد ان عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه فيه، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وان تتبعني وتؤمن بي وبالذي جاءني فانى رسول الله قد بعثت إليكم ابن عمى جعفر بن أبي طالب، معه نفر من المسلمين، فإذا جاؤوك فأقرهم ودع التجبر فانى أدعوك وجيرتك إلى الله تعالى، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي والسلام على من