تعالى، فلم يزل في بني إسرائيل يأخذون منه معالم دينهم، ثم غيب الله آصف غيبه طال أمدها، ثم ظهر لهم، فبقى بين قومه ما شاء الله، ثم انه ودعهم وغاب عنهم فاشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته وتسلط عليهم بخت نصر، فجعل يقتل من يظفر به منهم، ويسبي ذراريهم، واصطفى من أهل بيت يهودا دانيال عليه السلام ومن ولد هارون عزيرا عليه السلام، وجعل دانيال في جب.
فلما تناهى (1) البلوى به رأى بخت نصر في المنام كان ملائكة السماء هبطت إلى الأرض أفواجا إلى الجب الذي فيه دانيال عليه السلام مسلمين عليه ويبشرونه بالفرج، والله تعالى جلت عظمته كان يبعث برزقه إليه على يد نبي عليه السلام.
فلما أصبح بخت نصر ندم على ما فعل، فاتى دانيال فأخرجه واعتذر إليه ثم فوض إليه الامر في ممالكه وأفضى الامر بعده إلى ابنه واشتدت البلوى على بني إسرائيل ووعدهم الله تعالى بقيام المسيح بعد نيف وعشرين سنه (2).
فصل - 6 - في العلامات 305 - وعن ابن بابويه، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي الصوفي، حدثنا حمزه بن القاسم العباسي، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات، حدثنا عمرو بن عثمان الحراز، حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق عليه السلام قال: كان في كتاب دانيال عليه السلام انه:
إذا كان أول يوم من المحرم يوم السبت فإنه يكون الشتاء شديد البرد كثير الريح، يكثر فيه الجليد وتغلو فيه الحنطة ويقع فيه الوباء وموت الصبيان وتكثر الحمى في تلك السنة و يقل العسل وتكثر الكماة ويسلم الزرع من الآفات ويصيب بعض الأشجار آفة وبعض الكروم وتخصب السنة ويقع بالروم الموتان ويغزوهم العرب ويكثر فيهم السبي والغنائم