قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ٢١٣
إبليس، فأمرهم ان يعملوا بالليل والنهار، فما لبثوا الا يسيرا حتى مات سليمان عليه السلام. وقال:
خرج سليمان يستسقى ومعه الجن والإنس، فمر بنملة عرجاء ناشره جناحها رافعه يدها، و تقول: اللهم انا خلق من خلقك لا غنى بنا عن رزقك فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا، فقال سليمان لمن كان معه: ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم. وفي خبر: قد كفيتم بغيركم (١).
فصل - ٢ - ٢٧٦ - وعن ابن بابويه، حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، حدثنا أحمد بن محمد بن الوراق أبو الطيب، حدثنا علي بن هارون الحميري، حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، عن أبيه، عن علي بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام أيجوز ان يكون نبي الله بخيلا؟
فقال لا، قلت: فقول سليمان: ﴿هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي﴾ (٢) ما وجهه؟ قال:
ان الملك ملكان: ملك مأخوذ بالغلبة والقهر والجور. وملك مأخوذ من قبل الله تعالى فقال سليمان: هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي ان يقول: انه مأخوذ بالقهر والغلبة فقلت:
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحم الله أخي سليمان ما كان أبخله فقال: لقوله صلى الله عليه وآله وسلم وجهان: أحدهما: ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه. والاخر: ما كان أبخله ان أراد ما يذهب إليه الجهال. ثم قال عليه السلام: قد أوتينا ما اوتى سليمان وما لم يؤت أحد من العالمين، قال الله تعالى في قصه سليمان: ﴿هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب﴾ (٣) وقال عز وجل في قصه محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ (4) (5). وقصة بلقيس معه معروفه و هي في القرآن (6).

١ - بحار الأنوار ١٤ / ٧٢، برقم: ١٢. ومن قوله: قال: كان سليمان يأمر... إلى قوله: حتى مات سليمان عليه السلام في الجزء ٦٣ / ١٩٥، برقم: ٢.
٢ - سورة ص: ٣٥.
٣ - سورة ص: ٣٩.
٤ - سورة الحشر: ٧.
٥ - بحار الأنوار ١٤ / ٨٥ / ٨٦ عن العلل ١ / ٧١ ومعاني الأخبار 353 مع فرق ما في السند وزيادة ما في المتن وقد عدلنا السند عن بعض أسانيد العيون 1 / 79.
6 - ذكرها في البحار 14 / 109 وهي أربع وعشرون آية: ثم أستدل بعدها في ذلك 14 رواية.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 38
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 77
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 92
4 في حديث إرم ذات العماد 97
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 107
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 120
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 129
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 142
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 151
10 في حديث موسى و العالم 159
11 في حدث البقرة 162
12 في مناجاة موسى 163
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 169
14 في تسع آيات موسى 170
15 في حديث بعلم بن باعورا 176
16 في وفاة هارون وموسى 178
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 179
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 180
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 191
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 201
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 211
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 214
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 218
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 223
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 235
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 236
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 238
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 244
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 263
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 280
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 314
32 في مغازيه 336