قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ١٨٥
الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) (1) فقال: اما والله ما ضربوهم بأيديهم و لا قتلوهم بأسيافهم، ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها عليهم فأخذوا وقتلوا فصار اعتداءا ومعصية (2).
221 - وباسناده عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيه، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال، وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجه عفيفة، وكان له ابنان من زوجه غير عفيفة، فلما حضرته الوفاة قال لهم: هذا مالي لواحد، فلما توفى قال الكبير: انا ذلك الواحد، وقال الأوسط: انا ذلك، وقال الأصغر: انا ذلك، فاختصموا إلى قاضيهم قال: ليس عندي في امركم شئ، انطلقوا إلى بنى غنام الإخوة الثلاث، فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا، فقال لهم: ادخلوا إلى أخي فلان أكبر منى فاسألوه. فدخلوا عليه، فخرج شيخ كهل، فقال: اسالوا أخي الأكبر منى، فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر، فسألوه أولا عن حالهم ثم سألهم.
فقال: اما أخي الذي رأيتموه أولا فهو الأصغر وان له امرأة سوء تسوؤه وقد صبر عليها مخافة ان يبتلى ببلاء لا صبر له عليه فهرمته، واما أخي الثاني فان عنده زوجه تسوؤه وتسره فهو متماسك الشباب، واما انا فزوجتي تسرني ولا تسوؤني ولم يلزمني منها مكروه قط منذ صحبتني، فشبابي معها متماسك، واما حديثكم الذي هو حديث أبيكم، فانطلقوا أولا وبعثروا قبره واستخرجوا عظامه وأحرقوها ثم عودوا لأقضي بينكم، فانصرفوا فاخذ الصبي سيف أبيه، واخذ الاخوان المعاول، فلما ان هما بذلك قال لهم الصغير: لا تبعثروا قبر أبي وانا ادع لكما حصتي فانصرفوا إلى القاضي، فقال: يقنعكما هذا ائتوني بالمال، فقال للصغير: خذ المال، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقة كما دخل على الصغير (3).
222 - وباسناده عن ابن محبوب، حدثنا عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي الحسن

١ - سورة البقرة: ٦١.
٢ - بحار الأنوار ٧٥ / ٤٢٠، برقم: ٧٦.
٣ - بحار الأنوار ١٤ / 490 - 491، برقم: 9 و 103 / 233، برقم: 14 و 104 / 296 - 297، برقم: 1.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 38
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 77
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 92
4 في حديث إرم ذات العماد 97
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 107
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 120
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 129
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 142
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 151
10 في حديث موسى و العالم 159
11 في حدث البقرة 162
12 في مناجاة موسى 163
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 169
14 في تسع آيات موسى 170
15 في حديث بعلم بن باعورا 176
16 في وفاة هارون وموسى 178
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 179
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 180
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 191
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 201
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 211
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 214
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 218
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 223
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 235
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 236
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 238
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 244
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 263
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 280
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 314
32 في مغازيه 336