وعند هذه النقطة يستأنف أبو مخنف - في نقل الطبري - روايته. فيقول: إن زيادا قد اتخذ إجراءاته من المسجد فبدأ بأن وثب بأشراف أهل الكوفة وصاح فيهم: أنتم معي بينما إخوانكم وأبناؤكم وعشائركم مع حجر فإن لم تظهروا لي براءتكم بالافعال فسآتيكم بأهل الشام وأثر كلامه هذا فيهم فأسرع كل منهم يبحث عن قريبه حتى أقاموا جل من كان مع حجر بن عدي في السوق (عن المسجد) وأقبل الشرطة بالعمد فاشتدوا على إصابة حجر وزياد يشهد هذا وينظر إليهم وهو على المنبر. أما حجر نفسه فقد خلصه أبو العمرطة الكندي وكان وحده الذي معه سيف ضرب به أحد الذين طاردوا حجرا ولكن لم يقتله. فاستطاع حجر أن يبلغ قومه فاجتمع حوله منهم عدد غير قليل. فما رأي زياد أن الشرطة غير كافية استدعى كل المحاربين في الكوفة. ولكنه احتفظ بمضر معه في الميدان المواجه للمسجد وأرسل أهل اليمن (1) - وكان حجر منهم - ضد حجر حتى لا يقع شغب واختلاف بين أهل مضر وأهل اليمن في هذه المناسبة الحرجة وحتى يخضعهم وذلك بأن يكونوا شرطة ضد ابن قبيلتهم وصاحبهم في الرأي - لأنهم كانوا بقلوبهم شيعة. ولكن كندة وأقرباءهم من حضرموت لم يذعنوا لامر زياد لأنه كان موجها
(١٠٠)