وأقبل إليه من هناك أعضاء بارزون في حزب الأباضية من بينهم بلج بن عقبة بن الهيصم الأسدي (1) وأبو حمزة المختار ابن عوف الأزدي. وكان هذا الأخير اليد اليمنى لعبد الله وكان في الواقع أهم من عبد الله. وفي بداية سنة 129 بويع عبد الله خليفة للخروج ولقب ب (طالب الحق) بينما لقبه خصومه ب (الأعور) ولعل ذلك لأن هذه علامة (الدجال) وهم كانوا ينظرون إليه على أنه كذلك (الأغاني) (20 / 108 س 24). استولى على حضرموت ثم زحف على اليمن فانتصر على والي اليمن (2) وتوقف بحملته في العاصمة صنعاء وذلك في النصف الثاني من سنة 129 ه (الأغاني) (20 / 97 س 21 ص 98 س 24) فأقام حكمه هناك وأبقى على الموظفين السابقين وأظهر لين الجانب فاستطاع أن يمتلك قلوب أهل اليمن. وأكد أنه لا اختلاف بين مذهب الخوارج ومذهب أهل السنة والجماعة في الجوهر ولكنه اشتد على مرتكبي الذنوب التي نص عليها القرآن وكان ارتكابها شائعا في ذلك الحين. وقد انضم إليه كثير من الخوارج جاءوه من مختلف الأصقاع. وعند نهاية سنة 129 لما كان موسم الحج بعث جيشا إلى مكة بقيادة أبي حمزة الخارجي يتألف من ألف رجل تقريبا على رؤوسهم عمائم سود وحمر (3). وكان الذي يحج بالناس في ذلك العام هو عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك الأموي والي المدينة فلم يتعرض لأبي حمزة بل عقد هدنة معه طوال أيام الحج ثم عاد إلى المدينة ومن المدينة أرسل جيشا ضد أبي حمزة تحت إمرة عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن عثمان الأموي (4) وكان هذا الجيش يتألف من
(٩١)