الخوارج والشيعة - دكتر عبد الرحمن البدوي - الصفحة ١٥٤
الرئيسي لا نسل الحسن لان الحسن باع حقه في ميراث الخلافة. بينما الحسين أراق دمه فداءا لحقه. وكان خليفة الحسين هو علي بن الحسين الذي أنقذ في كربلاء فكان يخاف النار. ثم ظهر من أبنائه زيد ومحمد ثم ابن هذا الأخير وهو جعفر.
وقرب نهاية خلافة هشام وقع الحسنيون في خصومة مع الحسينيين بشأن بعض الأوقاف التي حبسها علي أو النبي محمد نفسه على ذريته. فاحتكم زعيم الحسينيين - وهو زيد بن علي - إلى الخليفة وذهب بنفسه ومعه بعض بني قرابته إلى هشام في الرصافة. وكان يوسف بن عمر والي الكوفة قد أرغم يزيد بن خالد القسري - ابن سلفه - على الكشف عن مصادر ثروته وانتزع منه بالتعذيب اعترافا بأنه يدين زيد بن علي بمبلغ كبير من المال. فسأل هشام زيدا وصحبه عن هذه المسألة فأنكروا هذه الواقعة فرأى هشاك ضرورة مواجهتهم بيزيد وكان يزيد محبوسا. فكان عليهم الذهاب إلى الكوفة وهكذا سقطت الشرارة في برميل البارود. فقد سحب يزيد الاعتراف الذي انتزع منه بالتعذيب حينما ووجه بهم.
وعادوا من الكوفة إلى المدينة. ولكن زيدا لم يعد معهم فألح عليه الوالي في الرحيل فرحل ثم عاد إلى الكوفة بعد إن وصل إلى أول مرحلة في الطريق إلى المدينة على الرغم من نصح أحد أقاربه الفطنين له بعدم العودة وتوسله إليه في ذلك.
فعلق الشيعة يزيد بن الحسين وقالوا له: إن الوقت مؤات وإن سيطرة الأمويين على الكوفة لا تستند إلا إلى عدد قليل من جنود الشام لا يستطيعون التغلب على المائة ألف جندي من جنود الكوفة بل ولا على بني مذحج أو همدان أبو بكر أو تميم وحدهم. فاستجاب لرأيهم ولكنه تذرع ببعد النظر والحيطة فكان يغير مركز إقامته باستمرار. وتزوج من أسرتين أقام بينهما واستمر مقامه حوالي شهرين في المجموع كان خلاله يقوم بالاستعدادات للثورة وباكتساب الأنصار في البصرة والموصل أيضا وبلغ عدد جنوده في الكوفة 15000 رجل وكانت البيعة له تتضمن العمل بكتاب الله وسنة رسوله ومقاومة الحكام الجائرين ونصر المستضعفين ورد الفئ إلى من حرموا منه وتوزيع الخراج بالعدل على مستحقيه ورد الحقوق إلى أهلها وإعادة من أرسلوا إلى القتال في أماكن نائية إلى ديارهم والدفاع عن آل البيت ضد أعدائهم الذين اغتصبوا حقوقهم. ولكن الكثيرين رأوا أن زيدا لم يكن متمسكا بحقوقه كما يجب إذ أنه كان يتولى الشيخين: أبا بكر وعمر فيرى أنهما خليفتان شرعيان - وهذا القول علامة مميزة جيدا له ولغالبية أنصاره من
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 » »»
الفهرست