أعني أن يحول الكراهية عنه إلى الأدوات التي أصطنعها لنفسه في جريمته حقا إن المدة التي أبداها نحو من بقي من آل الحسين ليست مما يعيبه وإن كانت مودة تنطوي على الدهاء ولم تصدر عن قلب مخلص.
والحاسم في الحكم على هؤلاء الاشخاص جميعا هو موقف كل منهم تجاه الحسين فالحسين مركز الدائرة. وكل الاهتمام يدور حواليه. فلم يهمل ذكر شئ يتصل به. والتقاطيع الدقيقة تضفي على صورته العطف الحزين. فهو موضوع الأحاديث العديدة. وهو يعظ غيره ويعظ نفسه فليس بعجب أن تكون خاتمته هكذا: (آمين! آمين!) معجزات ولعنات وأحلام وتنبؤات وعناصر روحانية أخرى - كل هذه تتشابك في مجرى الرواية عن مأساته ثم تسبق الرواية المستقبل فتتحدث عن العذاب الأليم الذي سيلقاه قتلة العادل (الحسين) على يد الجبار المنتقم. وفي هذا التصوير يختفي الاحساس بانعدام البطل وما كان مثله إلا كمثل آنية من الفخار اصطدمت بحديد هو عبيد الله. حاصل القول أن استشهاد الحسين فتح عصرا جديدا لدى الشيعة بل نظر إلى هذا الاستشهاد على أنه أهم من استشهاد أبيه وإن هناك من الاحداث ما يسبب آثارا هائلة لا بذاته وبنتائجه الضرورية بل بذكراه في قلوب الناس.