وهم - بالإجمال - يكدحون باستمرار لتوفير حياة متخلفة، قاسية، فقيرة في الشكل والمضمون في ظل علاقات اجتماعية وإنسانية فاسدة.
* في نص آخر يؤرخ الإمام للتغيير الذي أدخلته النبوة على حياة العرب، ويسجل ملامح عامة للحال التي انتقلوا منها وللحال التي صاروا إليها بعد الإسلام.
قال عليه السلام:
أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا (ص) وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة ولا وحيا، فقاتل بمن أطاع من عصاه، يسوقهم إلى منجاتهم، ويبادر بهم الساعة أن تنزل بهم يحسر الحسير ويقف الكسير 1 فيقيم عليه حتى يلحقه غايته، إلا هالكا لا خير فيه، حتى أراهم منجاتهم 2 وبوأهم محلتهم 3، فاستدارت رحاهم 4 واستقامت قناتهم 5.
كان العرب أميين لا يقرأون ومن ثم فقد كان الجهل سائدا فيهم، وكانوا بعيدي عهد بالنبوات ورسالات السماء ومن ثم فقد كانت حياتهم الروحية فقيرة هزيلة مشوهة. وقد جهد رسول الله في إخراجهم من الظلمات... كل الظلمات: ظلمات الروح والعقل والحياة، إلى كل النور، من التخلف إلى التقدم، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن العمى الروحي إلى نعمة الإيمان الكبرى.
وبذلك بلغهم ساحل النجاة في الدنيا والآخرة.
وبذلك أعطاهم دورا عالميا - بما هم مسلمون - يحملون فيه الهدى والنور والكرامة إلى جميع الأمم بعد أن كانوا كمية مهملة لا قيمة لها ولا قدر ولا دور.