كثيرا من أبنائهم ثم تراسلوا في رد كل ما بيده وأقاموا يترددون فيما بين صنعاء ونجران وخلصت صنعاء والجنود وتراجع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى اعمالهم وتنافسوا الامارة في صنعاء ثم اتفقوا على معاذ فصلى بهم وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر وكان قد أتى خبر الواقعة من السماء فقال في غداتها قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك وهو فيروز ثم قدمت الرسل وقد توفى النبي صلى الله عليه وسلم (بعث أسامة) ولما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع آخر ذي الحجة ضرب على الناس في شهر المحرم بعثا إلى الشام وأمر عليهم مولاه أسامة بن زيد بن حارثة أمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم إلى الأردن من أرض فلسطين ومشارف الشام فتجهز الناس وأوعب معه المهاجرون الأولون فبينا الناس على ذلك ابتدأ صلى الله عليه وسلم بشكواه التي قبضه الله فيها إلى كرامته ورحمته وتكلم المنافقون في شان الكرامة وبلغ الخبر بارتداد الأسود ومسيلمة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصبا رأسه من الصداع وقال انى رأيت البارحة في نومي أن في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفتختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمامة وصاحب اليمن وقد بلغني ان أقواما تكلموا في امارة أسامة ان يطعنوا في امارته لقد طعنوا في امارة أبيه من قبله وان كان أبوه لحقيقا بالامارة وانه لحقيق بها انفروا فبعث أسامة فضرب أسامة بالجرف وتمهل وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفاه الله قبل توجه أسامة (أخبار الأسود ومسيلمة وطليحة) كان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما قضى حجة الوداع تحلل به السيرة فاشتكى وطارت الاخبار بذلك فوثب الأسود باليمن كما مر ووثب مسيلمة باليمامة ثم وثب طليحة بن خويلد في بنى أسد يدعى كلهم النبوة وحاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسل والكتب إلى عماله ومن ثبت على اسلامه من قومهم أن يجدوا في جهادهم فأصيب الأسود قبل وفاته بيوم ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن أمر الله والذب عن دينه فبعث إلى المسلمين من العرب في كل ناحية من نواحي هؤلاء الكذابين يأمرهم بجهادهم وجاء كتاب مسيلمة إليه فأجابه كما مر وجاء ابن أخي طليحة يطلب الموادعة فدعا عليه صلى الله عليه وسلم حتى كان من حكم الله فيهم بعده ما كان (مرضه صلى الله وسلم عليه) أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أن الله نعى إليه نفسه بقوله إذا جاء نصر الله والفتح إلى آخر السورة ثم بدأه الوجع لليلتين بقيتا من صفر وتمادى به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استقر به في بيت ميمونة فاستأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة فأذن له وخرج على الناس فخطبهم وتحلل منهم وصلى على شهداء أحد واستغفر لهم ثم قال لهم ان عبدا من عباد الله
(٦١)