تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٦٠
(خبر العنسي) كان الأسود العنسي واسمه عبهلة بن كعب ولقبه ذو الخمار وكان كاهنا مشعوذا يفعل الأعاجيب ويخلب بحلاوة منطقه وكانت داره كهف حنار بها ولد ونشأ وادعى النبوة وكاتب مذحجا عامة فأجابوه ووعدوه نجران فوثبوا بها وأخرجوا عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بن العاصي وأقاموه في عملها ووثب قيس بن عبد يغوث على فروة بن مسيك وهو على مراد فأجلوه وسار الأسود في سبعمائة فارس إلى شهر ابن باذان بصنعاء فلقيه شهر بن باذان فهزمه الأسود فقتله وغلب على ما بين صنعاء وحضر موت إلى اعمال الطائف إلى البحرين من قبل عدن وجعل يطير استطارة الحريق وعامله المسلمون بالتقية وارتد كثير من أهل اليمن وكان عمرو بن معدى كرب مع خالد بن سعيد بن العاصي فخالفه واستجاب للأسود فسار إليه خالد ولقيه فاختلفا ضربتين فقطع خالد سيفه الصمصامة وأخذها ونزل عمرو عن فرسه وفتك في الخيل ولحق عمرو بن الأسود فولاه على مذحج وكان أمر جنده إلى قيس بن عبد يغوث المرادي وأمر الأبناء إلى فيروز ودادويه وتزوج امرأة شهر بن باذان واستفحل أمرء وخرج معاذ بن جبل هاربا ومر بأبي موسى في مأرب فخرج معه ولحقا بحضرموت ونزل معاذ في السكون وأبو موسى في السكاسك ولحق عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بالمدينة وأقام الطاهر بن أبي هالة ببلاد عك حيال صنعاء فلما ملك الأسود اليمن واستفحل استخف بقيس بن عبد يغوث وبفيروز ودادويه وكانت ابنة عم فيروز هي زوجة شهر ابن باذان التي تزوجها الأسود بعد مقتله واسمها أزاد وبلغ الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكتب مع وبر بن يحنس إلى الأبناء وأبى موسى ومعاذ والطاهر يأمرهم فيه أن يعملوا في أمر الأسود بالغيلة أو المصادمة ويبلغ منه من يروم عنده دينا أو نجدة وقام معاذ والأبناء في ذلك فداخلوا قيس بن عبد يغوث في أمره فأجاب ثم داخل فيروز بنت عمه زوجة الأسود فواعدته قتله وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن شهر الهمداني وبعث جرير بن عبد الله إلى ذي الكلاع وذي أمر ان وذي ظليم من أهل ناحيته والى أهل نجران من عربهم ونصاراهم واعترضوا الأسود ومشوا وتنحوا إلى مكان واحد وأخبر الأسود شيطانه بغدر قيس وفيروز ودادويه فعاتبهم وهم بهم ففروا إلى امرأته وواعدتهم أن ينقبوا البيت من ظهره ويدخلوا فيبيتوه ففعلوا ذلك ودخل فيروز ومعه قيس ففتل عنقه ثم ذبحه فنادى بالأذان عند طلوع الفجر ونادى دادويه بشعار الاسلام وأقام وبر بن يحنس الصلاة واهتاج الناس مسلمهم وكافرهم وماج بعضهم في بعض واختطف الكثير من أصحابه صبيانا من أبناء المسلمين وبرزوا وتركوا
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»