تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ١٩٠
الكتاب عن شين النقصان إلى أن بلغ ذلك من غذى بلبان المعارف وتضلع من تليدها والطارف الأمير ابن الأمير صاحب الفضل الغزير من أجابته المعارف بسعديك حضرة صبحي بيك فتفضل بارسال تلك التكملة البهية التي هي زهرة التواريخ الاسلامية بل هي المقصودة بالذات لاحتوائها على سيرة كامل الصفات وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم أجمعين على ما فيها من يسير البياض في الأصلاب الذي لا تخلو عنه نسخ هذا الكتاب وكأن هذه البياضات في أصل التصنيف كما هو الغالب فيما لم يبيض من التآليف فبادر حضرة الناظر إلى طبع هذه التكملة وبها صارت النسخ متكاملة فجاءت موفية بالمرام وتمت في ختام ذي الحجة الحرام سنة 1284 أربع وثمانين بعد المائتين والألف من هجرة من خلقه الله على أكمل وصف بالمطبعة الكبرى ذات الآلات المتقنة والصنائع المستحسنة المعجبة بنفسها التائهة على أبناء جنسها في ظل من تعطرت الأفواه بطيب ثنائه وبلغ من كل وصف جميل حد انتهائه ومحا ظلم الظلم بسنا صورته القمرية وأثبت مراسم العدل بسيرته العمرية وأسبل على أهل مملكته غيوث إنعامه واحسانه وشملهم بعظيم رأفته وامتنانه وبسط لهم بساط عدله وحلاهم بحلى جوده وفضله عزيز الديار المصرية وحامى حمى حوزتها النيلية سعادة أفندينا ذي القدر العلى إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على أدام الله عز مليك مصر * وأيده بتعزيز ونصر - ولا زالت مغردة عليه * طيور اليمن في بر وبحر - فلا وحياته ما عدل كسرى * يعادل عنده معشار كسر - وما لي حيلة الا دعاء * أرجى نفعه لولى أمرى - وأما مدحه فقصور مثلي * عن الاطناب فيه عين عذري - اللهم إنا نسألك يا أكرم مسؤول ونتوسل إليك بأعظم نبي وأكرم رسول أن تديم علينا أحكامه وتنشر على هام الخافقين أعلامه وأن تبقى أنجاله الكرام وتحرسهم بعينك التي لا تنام بجاه خاتم الرسل عليه وعليهم الصلاة والسلام
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190