قومهم ولما كانت الوفاة وارتد عبد القيس ونصبوا المنذر بن النعمان بن المنذر الذي يسمى الغرور ثبت الجارود على الاسلام وكان له المقام المحمود وهلك قبل أن يراجعوا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث العلاء بن الحضرمي قبل فتح مكة إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم وحسن اسلامه وهلك بعد الوفاة وقبل ردة أهل البحرين والعلاء أمير عنده لرسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين (وفى) هذه السنة قدم وفد بنى حنيفة في سنة عشر فيهم مسيلمة بن حبيب الكذاب ورجال بن عنفوة وطلق بن علي بن قيس وعليهم سلمان بن حنظلة فأسلموا وأقاموا أياما يتعلمون القرآن من أبي بن كعب ورجال يتعلم وطلق يؤذن لهم ومسيلمة في الرحال وذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم مكانه في رحالهم فأجازه وقال ليس بشركم مكانا لحفظه رحالكم فقال مسيلمة عرف أن الامر لي من بعده ثم ادعى مسيلمة بعد ذلك النبوة وشهد له طلق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشركه في الامر فافتتن الناس به كما سنذكره (وفيها) قدم وفد كندة يقدمهم الأشعث بن قيس في بضعة عشر وقيل في ستين وقيل في ثمانين وعليهم الديباج والحرير وأسلموا ونهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عنه فتركوه وقال له أشعث نحن بنو آكل المرار وأنت ابن آكل المرار فضحك وقال ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحرث وكانا تاجرين فإذا ساحا في أرض العرب قال نحن بنو آكل المرار فيعتز بذلك لان لهم عليه ولادة من الأمهات ثم قال لهم لا نحن بنو النضر بن كنانة فانتفوا منا ولا ننتفي من أبينا (وقدم) مع وفد كنانة وفد حضر موت وهم بنو وليعة وملوكهم جد ومخوس ومشرح وأبضعة فأسلموا ودعا لمخوس بإزالة الرتة من لسانه (وقدم وائل بن حجر) راغبا في الاسلام فدعا له ومسح رأسه ونودي الصلاة جامعة سرورا بقدومه وأمر معاوية ان ينزله بالحرة فمشى معه وكان راكبا فقال له معاوية أعطني نعلك أتوقى بها الرمضاء فقال ما كنت لألبسها وقد لبستها وفى رواية لا يبلغ أهل اليمن ان سوقة لبس نعل ملك فقال اردفني قال لست من ارداف الملوك ثم قال إن الرمضاء قد أحرقت قدمي قال امش في ظل ناقتي كفاك به شرفا ويقال انه وفد على معاوية في خلافته فأكرمه وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد النبي لوائل بن حجر قيل حضر موت انك ان أسلمت لك ما في يديك من الأرض والحصون ويؤخذ منك من كل عشر واحدة ينظر في ذلك ذوا عدل وجعلت لك ألا تظلم فيها معلم الدين والنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون أشهاد عليه قال عياض (وفيه) إلى الأقيال العباهلة والأوراع المشابيب (وفيه) في التيعة شاة لا مقورة الالياط ولا ضناك وأنطوا الثبجة وفى السيوب الخمس ومن زنى ببكر
(٥٦)