غطفان إلى سلمى بنت مالك بن حذيفة من بدر بن ظفر في الحوأب فنزلوا إليها وتذامروا وكانت سلمى هذه قد سبيت قبل وأعتقتها عائشة وقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوما وقد دخل عليها وهي في نسوة ببيت عائشة فقال إن إحداكن تستنبح كلاب الحوأب وفعلت ذلك واجتمع إليها الفلال من غطفان وهوازن وسليم وطي وأسد وبلغ ذلك خالدا وهو يتبع الثأر ويأخذ الصدقات فسار إليهم وقاتلهم وسلمى واقفة على جملها حتى عقر وقتلت وقتل حول هودجها مائة رجل فانهزموا وبعث خالد بالفتح على أثره بعده بعشرين ليلة وأما بنو سليم فكان الفجاءة بن عبد يا ليل قدم على أبي بكر يستعينه مدعيا اسلامه ويضمن له قتال أهل الردة فأعطاه وأمره وخرج إلى الجون وارتد وبعث نجبة بن أبي المثنى من بنى الشريد وأمره بشن الغارة على المسلمين في سليم وهوازن فبعث أبو بكر إلى طريفة بن حاجز قائده على جرهم وأعانه بعبد الله بن قيس الحاسبي فنهضا إليه ولقياه فقتل نجبة وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فأسره وجاء به إلى أبي بكر فأوقد له في مصلى المدينة حطبا ثم رمى به في النار مقموطا وفاءت بنو سليم كلهم وفاء معهم أبو شجرة بن عبد العزى أبو الخنساء وكان فيمن ارتد * (خبر بنى تميم وسجاح) * قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعماله في بنى تميم الزبرقان بن بدر على الرباب وعوف والأبناء وقيس بن عاصم على المقاعس والبطون وصفوان بن صفوان وسبرة بن عمرو على بنى عمرو ووكيع بن مالك على بنى مالك ومالك بن نويرة على حنظلة فجاء صفوان إلى أبي بكر حين بلغته الوفاة بصدقات بنى عمرو وجاء الزبرقان بصدقات أصحابه وخالفه قيس بن عاصم في المقاعس والبطون لأنه كان ينتظره وبقي من أسلم منهم متشاغلا بمن تربص أو ارتاب وبينما هم على ذلك فجئتهم سجاح بنت الحارث بن سويد من بنى عقفان أحد بطون تغلب وكانت تنبأت بعد الوفاة واتبعها الهذيل بن عمران في بنى تغلب وعقبة ابن هلال في النمر والسليل بن قيس في شيبان وزياد بن بلال وكان الهذيل نصرانيا فترك دينه إلى دينها وأقبلت من الجزيرة في هذه الجموع قاصدة المدينة لتغزو أبا بكر والمسلمين وانتهت إلى الجرف فدهم بنى تميم أمر عظيم لما كانوا عليه من اختلاف الكلمة فوادعها مالك بن نويرة وثناها عن الغزو وحرضها على بنى تميم ففروا امامها ورجع إليها وكيع بن مالك واجتمعت الرباب وضبة فهزموا أصحاب سجاح وأسروا منهم ثم اصطلحوا وسارت سجاح فيمن معها تريد المدينة فبلغت النباج فاعترضهم بنو الهجيم فيمن ناشب إليهم من بنى عمرو وأغاروا عليهم فأسر الهذيل وعقبة ثم تحاجزوا على أن تطلق أسراهم ويرجعوا ولا يجتازوا عليهم ورجع عن سجاح مالك بن نويرة ووكيع بن مالك إلى
(٧٢)