ويعلف ما عجن منه للإبل واذن لهم في بئر الناقة وأمر أن لا يدخلوا عليهم بيوتهم الا باكين ونهى أن يخرج أحد منفردا عن صاحبه فخرج رجلان من بنى ساعدة خنق أحدهما فمسح عليه فشفى والآخر رمته الريح في جبل طي فردوه بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وضل صلى الله عليه وسلم ناقته في بعض الطريق فقال أحد المنافقين محمد يدعى علم خبر السماء وهو لا يدرى أين ناقته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله لا أعلم الا ما علمني الله وان الناقة بموضع كذا وكان قد أوحى إليه بها فوجدوها ثم (وكان) قائل هذا القول زيد بن اللصيت من بنى قينقاع وقيل إنه تاب بعد ذلك وفضح الوحي قوما من المنافقين كان يخذلون الناس ويهولون عليهم أمر الروم فتاب منهم مخشى بن جهير ودعا أن يكفر عنه بشهادة يخفى مكانه فقتل يوم اليمامة (ولما) انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك أتاه بحينة بن رؤبة صاحب إيلة وأهل جرباء وأذرح فصالحوا على الجزية وكتب لكل كتابا (وبعث) صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل من كندة كان ملكا عليها وكان نصرانيا وأخبر أنه يجده يصيد البقر واتفق ان بقر الوحش باتت تهد القصر بقرونها فنشط أكيدر لصيدها وخرج ليلا فوافق وصوله خالدا فأخذه وبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنه وصالحه على الجزية ورده وأقام بتبوك عشرين ليلة ثم انصرف وكان في طريقه ماء قليل نهى أن يسبق إليه أحد فسبق رجلان واستنفذا ما فيه فنكر عليهما ذلك ثم وضع يده تحت وشله فصب ما شاء الله أن يصب ونضح به الوشل ودعا فجاش الماء حتى كفى العسكر (و لما) قرب المدينة بساعة من نهار أنفذ مالك بن الدخشم من بنى سالم ومعن بن عدى من بنى العجلان إلى مسجد الضرار فأحرقاه وهدماه وقد كان جماعة من المنافقين بنوه وأتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فسألوه الصلاة فيه فقال انا على سفر ولو قدمنا أتيناكم فصلينا لكم فيه فلما رجع أمر بهدمه (وفى هذه الغزاة) تخلف كعب بن مالك من بنى سلمة ومرارة بن الربيع من بنى عمرو بن عوف وهلال بن أمية بن واقف وكانوا صالحين فنهى صلى الله عليه وسلم عن كلامهم خمسين يوما ثم نزلت توبتهم وكان المتخلفون من غير عذر نيفا وثلاثين رجلا وكان وصوله صلى الله عليه وسلم من تبوك في رمضان سنة تسع (وفيه) كانت وفادة ثقيف واسلامهم ونزل الكثير من سورة براءة في شأن المنافقين وما قالوه في غزوة تبوك آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم * (اسلام عروة بن مسعود ثم وفد ثقيف وهدم اللات) * كان صلى الله عليه وسلم لما أفرج عن الطائف وارتحل المدينة اتبعه عروة بن مسعود
(٥٠)