ابن مسعود وأخذ أهل المدينة بحضور المسجد ورجع وفد المرتدين وأخبروا قومهم بقلة أهل المدينة فأغاروا على من كان بأنقاب المدينة فبعثوا إلى أبي بكر فخرج في أهل المسجد على النواضح فهربوا والمسلمون في اتباعهم إلى ذي خشب ثم نفروا إبل المسلمين بلعبات اتخذوها فنفرت ورجعت بهم وهم لا يملكونها إلى المدينة ولم يصبهم شئ وظن القوم بالمسلمين الوهن فبعثوا إلى أهل ذي القصة يستقدمونهم ثم خرج أبو بكر في التعبية وعلى ميمنته النعمان بن مقرن وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرن وطلع عليهم مع الفجر واقتتلوا فما ذر قرن الشمس الا وقد هزموهم وغنموا ما معهم من الظهر وقتل حبال واتبعهم أبو بكر إلى ذي القصة فجهز بها النعمان بن مقرن في عدد ورجع إلى المدينة ووثب بنو ذبيان وعبس على من كان فيهم من المسلمين فقتلوهم وفعل ذلك غيرهم من المرتدين وحلف أبو بكر ليقتلن من المشركين مثل من قتلوه من المسلمين وزيادة واعتز المسلمون بوقعة بنت أبي بكر وطرقت المدينة صدقات وقدم أسامة فاستخلفه أبو بكر على المدينة وخرج في نفر إلى ذي خشب والى ذي القصة ثم سار حتى نزل على أهل الربذة بالأبرق وبها عبس وذبيان وبنو بكر من كنانة وثعلبة بن سعد ومن يليهم من مرة فاقتتلوا وانهزم القوم وأقام أبو بكر على الأبرق وحرم تلك البلاد على بنى ذبيان ثم رجع المدينة (ردة اليمن) توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى مكة وبنى كنانة عتاب ابن أسيد وعلى الطائف وأرضها عثمان بن أبي العاص على المدر ومالك بن عوف على الوبر وعلى عجز هوازن عكرمة بن أبي جهل وعلى نجران وأرضها عمرو بن حزم على الصلاة وأبو سفيان بن حرب على الصدقات وعلى ما بين زمع وزبيد إلى نجران خالد بن سعيد بن العاص وعلى همدان كلها عامر بن شهر الهمداني وعلى صنعاء فيروز الديلمي ومسانده دادويه وقيس بن مكشوح المرادي رجعوا إليها بعد قتل الأسود وعلى الجند يعلى بن أمية وعلى مأرب أبو موسى الأشعري وعلى الأشعريين وعك الطاهر بن أبي هالة وعلى حضر موت زياد بن لبيد البياضي وعكاشة بن ثور بن أصفر الغوثي وعلى كندة المهاجر بن أبي أمية وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب عليه في غزوة تبوك فاسترضته له أم سلمة وولاه على كندة ومرض فلم يصل إليها وأقام زياد بن لبيد ينوب عنه وكان معاذ ابن جبل يعلم القرآن باليمن يتنقل على هؤلاء وعلى هؤلاء في أعمالهم وثار الأسود في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربه بالرسل وبالكتب فقتله الله وعاد الاسلام في اليمن كما كان فلما بلغهم الموت انتقضت اليمن وارتد أهلها في جميع النواحي وكانت الفالة من جند العنسي بين نجران وصنعاء لا يأوون إلى أحد ورجع عمرو بن حزم إلى المدينة واتبعه خالد بن سعيد وكان عمرو بن معد يكرب بالجبال حيال فروة بن مسيك
(٦٦)