تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ٢ق٢ - الصفحة ٦٤
سنين كوامل وتوفى وهو ابن ثلاث وستين سنة وقيل خمس وستين سنة وقيل ستين * (خبر السقيفة) * لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتاع الحاضرون لفقده حتى ظن أنه لم يمت واجتمعت الأنصار في سقيفة بنى ساعدة يبايعون سعد بن عبادة وهم يرون ان الامر لهم بما آووا ونصروا وبلغ الخبر إلى أبي بكر وعمر فجاؤوا إليهم ومعهم أبو عبيدة ولقيهم عاصم بن عدى وعويم بن ساعدة فأرادوهم على الرجوع وخفضوا عليهم الشأن فأبوا إلا أن يأتوهم فأتوهم في مكانهم ذلك فأعجلوهم عن شأنهم وغلبوهم عليه جماحا وموعظة (وقال أبو بكر) نحن أولياء النبي وعشيرته وأحق الناس بأمره ولا ننازع في ذلك وأنتم لكم حق السابقة والنصرة فنحن الأمراء وأنتم الوزراء (وقال) الحباب بن المنذر بن الجموح منا أمير ومنكم أمير وان أبوا فاجلوهم يا معشر الأنصار عن البلاد فبأسيافكم دان الناس لهذا الدين وان شئتم أعدناها جذعة أنا جذيلها المحكك وعذيفها المرجب (وقال عمر) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بكم كما تعلمون ولو كنتم الأمراء لأوصاكم بنا ثم وقعت ملاحاة بين عمر وابن المنذر وأبو عبيدة يخفضهما اتقوا الله يا معشر الأنصار أنتم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من بدل وغير فقام بشير بن سعد بن النعمان بن كعب بن الخزرج فقال ألا إن محمدا من قريش وقومه أحق وأولى ونحن وان كنا أولى فضل في الجهاد وسابقة في الدين فما أردنا بذلك الا رضى الله وطاعة نبيه فلا نبتغى به من الدنيا عوضا ولا نستطيل به على الناس فقال الحباب بن المنذر نفست والله عن ابن عمك يا بشير فقال لا والله ولكن كرهت ان أنازع قوما حقهم فأشار أبو بكر إلى عمر وأبى عبيدة فامتنعا وبايعا أبا بكر وسبقهما إليه بشير بن سعد ثم تناجى الأوس فيما بينهم وكان فيهم أسيد بن حضير أحد النقباء وكرهوا امارة الخزرج عليهم وذهبوا إلى بيعة بنت أبي بكر فبايعوه وأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطأون سعد بن عبادة فقال ناس من أصحابه اتقوا سعدا لا تقتلوه فقال عمر اقتلوه قتله الله وتماسكا فقال أبو بكر مهلا يا عمر الرفق هنا أبلغ فأعرض عمر ثم طلب سعد في البيعة فأبى وأشار بشير بن سعد بتركه وقال انما هو رجل واحد فأقام سعد لا يجتمع معهم في الصلاة ولا يفيض معهم في الحديث حتى هلك أبو بكر ونقل الطبري أن سعدا بايع يومئذ وفى أخبارهم انه لحق بالشام فلم يزل هنا لك حتى مات وان الجن قتلته وينشدون البيتين الشهيرين وهما نحن قتلنا سيد الخز * رج سعد بن عباده فرميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده -
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»