ولكن أجعل لك أعنة الخيل فإنك امرؤ فارس فقال لأملأنها عليك خيلا ورجلا ثم ولوا فقال اللهم اكفنيهم اللهم اهد عامرا وأغن الاسلام عن عامر (وذكر) ابن إسحاق والطبري انهما أرادا الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقدروا عليه في قصة ذكرها أهل الصحيح ثم رجعوا إلى بلادهم فاخذه الطاعون في عنقه فمات في طريقه في أحياء بنى سلول وأصابت أخاه أربد صاعقة بعد ذلك ثم قدم علقمة بن علاثة بن عوف وعوف بن خالد بن ربيعة وابنه فأسلموا (وفيها) قدم وفد طيئ في خمسة عشر نفرا يقدمهم سيدهم زيد الخيل وقبيصة بن الأسود من بنى نبهان فأسلموا وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير واقطع له بئرا وارضين معها وكتب له بذلك ومات في مرجعه (وفى هذه السنة) ادعى مسيلمة النبوة وانه أشرك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الامر وكتب إليه من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك فانى قد أشركت في الامر معك وان لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ولكن قريش قوم لا يعدلون وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى اما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين قال الطبري وقد قيل إن ذلك كان بعد منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوراع كما نذكر * (حجة الوداع) * ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجة الوداع في خمس ليال بقين من ذي القعدة ومعه من اشراف الناس ومائة من الإبل عريا ودخل مكة يوم الأحد لأربع خلون من ذي الحجة ولقيه علي بن أبي طالب بصدقات نجران فحج معه وعلم صلى الله عليه وسلم الناس بمناسكهم واسترحمهم وخطب الناس بعرفة خطبته التي بين فيها ما بين حمد الله وأثنى عليه ثم قال ايها الناس اسمعوا قولي فانى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا أيها الناس ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وان كان ربا فهو موضوع ولكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون قضى الله انه لا ربا ان ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله وان كل دم في الجاهلية موضوع كله وان أول دم يوضع دم ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب وكان مسترضعا في بنى ليث فقتله بنو هذيل فهو أول ما ابدأ من دم الجاهلية أيها الناس ان الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا ولكنه رضى ان يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم انما النسئ
(٥٨)