{الخبر عن الخلافة الاسلامية في هذه الطبقة وما كان فيها من الردة والفتوحات وما حدث بعد ذلك من الفتن والحروب في الاسلام ثم الاتفاق والجماعة} ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أمر السقيفة كما قدمناه اجمع المهاجرون والأنصار على بيعة بنت أبي بكر ولم يخالف إلا سعد إن صح خلافه فلم يلتفت إليه لشذوذه وكان من أول ما اعتمده إنفاذ بعث أسامة وقد ارتدت العرب إما القبيلة مستوعبة وإما بعض منها ونجم النفاق والمسلمون كالغنم في الليلة الممطرة لقلتهم وكثرة عدوهم واظلام الجو بفقد نبيهم ووقف أسامة بالناس ورغب من عمر التخلف عن هذا البعث والمقام مع أبي بكر شفقة من أن يدهمه أمر وقالت له الأنصار فان بنت أبي الا المضي فليول علينا أسن من أسامة فابلغ عمر ذلك كله أبا بكر فقام وقعد وقال لا أترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخرج وأنفذه ثم خرج حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وأذن لعمر في الشخوص وقال أوصيكم بعشر فاحفظوها على لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الطفل ولا الشيخ ولا المرأة ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا الا للأكل وإذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وإذا لقيتم أقواما فحصوا أواسط رؤسهم وتركوا حولها فتل العصاب فاضربوا بالسيف ما فحصوا عنه فإذا قرب عليكم الطعام فاذكروا اسم الله عليه وكلوا يا أسامة اصنع ما أمرك به نبي الله ببلاد قضاعة ثم أنت آفل ولا تقصر في شئ من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ودعه من الجرف ورجع وقد كان بعث معه من القبائل من حول المدينة الذين لهم الهجرة في ديارهم وحبس من بقي منهم فصار مسالح حول قبائلهم ومضى أسامة مغذا وانتهى لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم وبعث الجنود في بلاد قضاعة وأغار على أبنى فسبى وغنم ورجع لأربعين يوما وقيل لسبعين ولم يحدث أبو بكر في مغيبه شيئا وقد جاء الخبر بارتداد العرب عامة وخاصة الا قريشا وثقيفا واستغلظ أمر مسيلمة واجتمع على طليحة عوام طيئ وأسد وارتدت غطفان وتوقفت هوازن فأمسكوا الصدقة وارتد خواص من بنى سليم وكذا سائر الناس بكل مكان وقدمت رسل النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن واليمامة وبنى أسد ومن الأمراء من كل مكان بانتقاض العرب عامة أو خاصة وحاربهم بالكتب والرسل وانتظر بمصادمتهم قدوم أسامة فعاجلته عبس وذبيان ونزلوا في الأبرق ونزل آخرون بذي القصة ومعهم حبال من بنى أسد ومن انتسب إليهم من بنى كنانة وبعثوا وفدا إلى أبي بكر نزلوا على وجوه من الناس يطلبون الاقتصار على الصلاة دون الزكاة فأبى أبو بكر من ذلك وجعل على أنقاب المدينة عليا والزبير وطلحة وعبد الله